تعد الإضاءة هي إحدى الرکائز الأساسية للحياة، ولما کانت الشمس هي مصدر الإضاءة الطبيعية الأساسي الذي لا يستطيع الإنسان العيش بدونه، کانت أيضا الإضاءة الصناعية إحدى الإختراعات التي باتت من أهم مقومات الحياة، حيث تستطيع تعويض الإنسان عن ضوء الشمس في الأماکن المغلقة وحينما تغرب الشمس و يأتي الليل.
و قد کانت الحضارة الإسلامية خير دليل على تطور أساليب الإضاءة سواء کانت طبيعية أو صناعية من خلال نتاج التعاليم الإسلامية و سيطرة الفکر الديني الذي کان له أثرا واضحا في تشکيل الفتحات و استغلال الضوء وظيفيا و جماليا ، واستغلال الفنان الإسلامي للإضاءة الطبيعية من ضوء الشمس عن طريق الصحون المکشوفة والأفنية التي تسمح بدخول ضوء الشمس إلى المبنى کما نجد في جامع عمرو بن العاص و جامع أحمد بن طولون .
أما داخل المبنى فقد عمد المعماري على الشخشيخة والمضاوي والمشربية والشمسية والملقف ، و استخدم تحلية النوافذ بأساليب عديدة مثل الزجاج الملون .
هذا ما يخص استغلال الفنان الإسلامي للإضاءة الطبيعية، أما عن وحدات الإضاءة الصناعية فقد کانت لوحدات الإضاءة الصناعية الإسلامية وما زالت أهمية بالغة في التعرف على ملامح الفنون الإسلامية في مصر والمغرب الأقصى وهذا ما يتعرض له البحث من حيث الإشارة إلى أهم التحف الخاصة بوحدات الإضاءة بمصر التي أخلفتها فترة حکم المماليک والفاطميين ، من أبرزها الثريات والمشکاوات والشماع التي سادت في صناعتها أساليب عديدة من أهمها وأبرزها هي " الطرق " بالنسبة للتشکيل بالنحاس والفضة والذهب ، و" الصب " بالنسبة للبرونز .
وکان من نتاج امتزاج الحضارات الإسلامية طابعا خاصا في المغرب الأقصى ، عرفت فيه أنواع الإضاءات على أشکال متعددة منها الثريات ، والثريات الناقوسية ، والشماعد والمصابيح ، بالإضافة إلى السوامير التي کانت تستخدم للإنارة حول المسجد ، وقد خصص للعناية بهذه الأدوات شخصا يسمى الوقاد .