للإعلان دور رئيسي وحيوى فى مجتمعنا، حيث أن حصة الإعلانات التي يشاهدها المتلقى في العديد من الوسائل الإعلانية کبيرة جداً، والتي قد تحمل في أغلبها رسائل إعلانية مباشرة أوغير مباشرة، إما إيجابية أو سلبية تخالف عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية والثقافة المصرية، فأصبح المتلقى في ظلها يقلد کل ما يشاهده فى هذه الإعلانات، ويحدث هذا فى ظل غياب الرقابة من قبل السلطات المعنية، فيکتسب المتلقى من مشاهدته لتلک الإعلانات المختلفة العديد من السلوکيات والعادات الغريبة عن تقاليدنا المجتمعية، فما نشاهده يومياً في واقعنا من علاقات اجتماعية أسرية سواء کانت إيجابية أو سلبية خير دليل على التغيرات والتحولات الحاصلة داخل المجتمع، والتي يکون للإعلانات دوراً کبيراً في هذا التغيير السلوکي المجتمعى سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع. فقد ازدادت الحاجة للإهتمام بالعلاقات الاجتماعية الأسرية نتيجة للأثار السلبية التى انتشرت بشکل کبير فى مجتمعاتنا وحدوث خلل فى هذه العلاقات لذا فهناک ضرورة للإهتمام بالرسائل الإعلانية التى يحتوى عليها الإعلان وضرورة دمج القيم الإيجابية فى هذه الرسائل، وتفعيل دور الإعلان الإيجابى فى المجتمع لتعزيز العلاقات الاجتماعية الأسرية الإيجابية. فقد اهتم البحث بتفعيل دور الإعلانات وما تتضمنه من رسائل إعلانية (مباشرة أو غير مباشرة (لتعزيز العلاقات الاجتماعية الأسرية الإيجابية وذلک من خلال البحث وتحليل عينة مختارة من الإعلانات لمعرفة الأنماط الاجتماعية والفکرية. فينظر علماء الاجتماع فى المجتمع بطرق مختلفة، فبعضهم يرى المجتمع أساساً کوحدة مستقرة ومستمرة، وينطبع فى أذهانهم بقاء الأسرة والدين وغيرهما من النظم الاجتماعية، وينظر فريق ثان إلى المجتمع على أنه يتألف من عدة جامعات تتصارع وتتنافس على موارد نادرة. وفى رأى فريق ثالث أن أکثر جوانب العالم الاجتماعى اللافتة للنظر هى التفاعلات اليومية الروتينية بين الأفراد، وهذه الآراء الثلاثة هى الأکثر شيوعاً بين علماء الاجتماع وهى المنظورات: الوظيفية، والصراعية, والتفاعلية على الترتيب وسوف نتناولها بالتفصيل فى هذا البحث