يعتبر علم الطاقة من أهم العلوم التى شغلت عقل وفکر الانسان – وبخاصة الفنان – قديماً وحديثاً، نظراً لأنها تؤثر في حياته وحرکاته ، إذ أن الطاقة ترتبط بکل شئ من حولنا سواء کانت إيجابية أو سلبية . و تُعد الأشکال والألوان من أهم الأشياء التى تُعطى طاقة للانسان سواء أکان هذا الشکل منتظماً (کالمثلث والمربع والمستطيل والدائرة ..) أو غير منتظماً (طيات – تنيات الملابس وأشکال النبات والحيوان) أو مجسداً مثل الکرة والاسطوانة والمخروط .. کذلک الألوان من حيث کونها باردة أو ساخنة ، فاتحة أو داکنة .
وتُعرف الطاقة فى الاصطلاح الفيزيائى بأنها القدرة على بذل شغل أو القيام بعمل ما ،وتشمل أنواع الطاقة الفيزيائية وتحولاتها المختلفة کالحرارية والکيميائية والکهروماغنطيسية والميکانيکية والنووية .وقد استخدم لفظ الطاقة للدلالة على الهمة والنشاط ،وقد يکون شائع الاستخدام فى مجال العلوم التجريبية التى يمکن قياسها وتتبع اثارها بطرق علمية معروفة .وهناک نوع اخر ُيدعى بالطاقة الغير فيزيائية subtle and non physical أوالطاقة الکونية التى تتعلق بتطبيقات الاستشفاء الشرقية ، وليس لها علاقة بالفيزيائية ، والتى تقوم على التصورات العامة لأشکال الکون والحياة ومحاولة لمعرفة الغيب وتفسير ماورائية الأشکال والظواهر بالعقل والخيال ،ولذلک أطلق العلماء عليها الطاقة الحيوية (طاقة قوة الحياة )،حيث يعتقدون بوجودها منتشرة فى الکون ،وهى التى تحفظ نظامه، ويسمونها بطاقة الشفاء من الأمراض .
ومن يتأمل روائع الفن الاسلامي جيداً يجد ثمة انعکاسات فلکية في أشکاله الهندسية وعمائره الاسلامية وفنون الخط العربي والزخارف النباتية وعلاقتها بالنجوم والکواکب داخل درب التبانة ، والذي تجسّد في مئذنة مسجد أحمد بن طولون الملوّية(الملفوفة) ، فهى تعکس دوران الأرض حول الشمس ضد حرکة عقارب الساعة، والذي يتطابق مع دوران الإلکترونات حول نواة الذرة، کذلک طواف الحجاج حول الکعبة المشرفة، لتُثبت على وحدانية جميع الخلائق لرب العباد .