عقب سقوط مدينة غرناطة سنة 879 هـ - 1492م، وتسليم المدينة من قبل أخر حکامها أبي عبدالله محمد الثاني عشر، والمعروف بأبي عبدالله الصغير 1460 – 1527 م، إلي الملکين الکاثوليکيين، فرديناند الثاني Fernando 11 1452 – 1516 م، وإيزابيلا الأولي Isabel 1 La Catolica 1469 – 1504 م، وفي تلک الظروف الحالکة، ظهرت العديد من البطولات الجماعية والفردية بين أبناء الشعب الغرناطي المنکوب، وتصدرت هذه البطولات أسماء إثنين من أبناء المدينة، وهم موسي بن أبي الغسان، ومحمد بن أمية، ورغم الفارق الزمني بين الرجلين، حيث برز دور موسي في أحداث سقوط المدينة نفسها، أما محمد فقد کان أخر من قاد حربا ضد سادة المدينة الجدد من الملوک الکاثوليک النصاري.
ورغم الفارق الزمني بينهم، إلا أنه جمعتهم الحمية والدفاع عن الوطن، والدين والهوية الإسلامية، والنکث بالعهود التي تباري فيها الملوک الکاثوليک، والتنکيل بالشعب الغرناطي المستضعف، والذي لم ينجو منه صغيرا ولا کبيرا، رجلا أو أمرأة.
أما عن دور موسي بن أبي الغسان ( ت 897 هـ - 1492 م )، ورغم الغموض الشديد الذي أحاط بشخصيته، وبخاصة في الرواية الإسلامية، والذي کان طبيعيا نظرا للأحداث الجسام في تلک الفترة، إلا أن الرواية المسيحية الإسبانية أبرزت دور هذا القائد الفذ في الدفاع عن مدينته، وقدمت لنا صورة رائعة عن بسالته وجسارته وإقدامه دفاعه، مفضلا الموت في ساحة القتال علي التفاوض أو العيش في ظل الدولة الجديدة.
وأما دور محمد بن أمية، 1520 – 1569م، فقد اختلف إلي حد بعيد عن موسي، حيث ولد وعاش وقتل في ظل الدولة الجديدة وتحت رايتها، فيما عرف تاريخيا بحقبة الموريسکيين، وهم بقايا الشعب الإسلامي المغلوب تحت الحکم المسيحي الکاثوليکي، وقد خضع کغيره من أبناء المسلمين المعمدين قسريا للتعميد، وحمل إسما مسيحيا وهو Fernando de Valor، ورغم ذلک فقد جهر بإسلامه، وتم تنصيبه ملکا علي المسلمين الموريسکيين، وقاد أخر حربا إسلامية ضد مملکة غرناطة المسيحية.