إن إيقاع العصر الحديث، وتطور وسائل الإعلام والفضائيات، والتأثير المباشر بين الحضارات، أدى إلى حدوث تغيرات کبيرة وسريعة في عالم الموضة حيث أن کل الأزياء والموضات الحديثة تستقي تصميماتها ومدلولاتها من القديم. ولکنها تقوم بتطويره وتحديثه وعمل دمج بين الثقافات والحضارات، مما قد ينتج عنه تصميمات حديثة. لذا فقد اتجه مصمموا الأزياء إلى البحث الدائم عن کل ماھو جديد فى عالم الأزياء ويلجأ الکثير من مصممى الموضة العالميين إلى العودة إلى التاريخ من اجل البحث عن مصدرا خصبا لاثراء الموضة المعاصرة و تحتاج تصوير الروايات التاريخية سواء مسرح أو السينما أو تليفزيون الى خلق جو من الواقعية لا يتأتى إلا بدراسة تاريخ الأزياء. والدراسة التاريخية للأزياء ما ھي إلا مرآة للفنون التشکيلية التي توضح مدى التقدم الحضاري للشعوب في فترة زمنية ما، حيث تعکس الفنون روح الثقافة العامة والطرازالسائد في ذلک الوقت، وتوضح الذوق العام والمثل الجمالية السائدة، وفن الأزياء ينطلق متأثرا بالطراز العام لأي عصر.
يتم من خلال هذه الدراسة عرض وصفي تحليلي للعصر العثمانى وأزياء العصر العثمانى وبالاحري الفترة من 1520م الى 1566م وهي الفترة الذهبية التى اوصل فيها السلطان سليمان القانوني بحکمه الدولة العثمانية إلي ذروتها، وقد تم تناول هذه الفترة فى مسلسل درامي ترکي ضخم باسم "القرن العظيم" او ما يسمي فى العالم العربي "حريم السلطان". کما يتم دراسة مدى تطابق أزياء المسلسل مع أزياء العصرالعثماني نفسه، بالإضافة إلى عمل دراسة تطبيقيه لاستخدام أزياء العصر العثمانى کمصدر إلهامى لتصميم الأزياء المعاصرة.
وقد أشارت نتائج البحث إلى ثراء الفترة التي تم دراستها من حيث کونها مصدر إلهام في تصميم الأزياء، کما أمکن تصميم مجموعة معاصرة من الأزياء المستلهمة من أزياء هذه الفترة.