البحث يتناول ارتباط التطور الخاص بمنشأت المنتجعات الاستشفائية على مر العصور بثقافة وديانة المجتمعات التي تم إقامة هذه المباني الخاصة بالاستشفاء البيئي داخلها وذلک بإلقاء الضوء على مفهوم السياحة الاستشفائية ودراسة بداية ظهور مفهوم المنتجعات الاستشفائية والتطور التاريخي له على مر العصور مع الترکيز على مباني المنشأت الاستشفائية (الحمامات ) في العصر الروماني و العصر الإسلامي ودراسة تأثير القيم الإسلامية المحددة لثقافة المجتمع الإسلامي ، تعتبر مباني الحمامات التقليدية العامة من المباني القديمة التي مثلت اتجاه اجتماعي وعمراني متميز. فکانت تمثل مکانا للاستشفاء والاسترخاء والنظافة الجسدية لعامة الناس ، تعرضت تلک الابنية رغم قيمتها التاريخية والمعمارية في معظم المدن الاسلامية الى الاهمال بعد ان فقدت وظيفتها و أصبحت معرضة لخطر الاندثار، لذا اصبح من الضروري دراسة تلک المباني واکتشاف جوانب التفرد والخصوصية في عناصرها المعمارية مقارنة بمثيلاتها في الحضارات الاخرى و خاصة (الحضارة الرومانية) بقصد الحفاظ عليها کموروث ثقافي ، و الاستفادة منها في تصميم المنتجعات الإستشفائية . حيث کشفت الکثير من الدراسات السيکولوجية أن معظم الأشخاص يسافرون لأکثر من هدف ، وقد صنف ماکنتوش دوافع السفر إلى أربع مجموعات أهمها الدوافع الإستشفائية، ولا شک فى أن هناک علاقة وثيقة بين الصحة والسياحة، فالأشخاص يسافرون إما للعلاج من أمراض معينة أو من أجل الوقاية من الأمراض، ، فکان الإنسان منذ القدم ينتقل من مکان لأخر بحثا عن الظروف البيئية والجغرافية ، کما بحث عن المناطق معتدلة المناخ والبعيدة عن الأعاصير والتقلبات الجوية وذلک للحفاظ على صحتة الجسدية . و تکمن إشکالية هذا البحث في إغفال الاعتبارات التصميمية و القيم الإسلامية للمنشآت الإستشفائية التاريخية عند تصميم المنتجعات الإستشفائية الحديثة ، کما يهدف إلى تحقيق البعد الانساني و الراحة النفسية و تحقيق الخصوصية للمنتجعات الاستشفائية و ذلک عن طريق القيم الإسلامية في التصميم الداخلي و العمارة للمنتجعات الإستشفائية ، و يفترض أن مراعاة المکونات الوظيفية و التصميمية و عناصر الاتصال والحرکة و القيم الفکرية الاسلامية في التصميم الداخلي للمنتجع الإستشفائي السياحي له أثر ايجابي في التحفيز على الشفاء ، و اتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي و المنهج المقارن .