مقدمة:
إن الاتصال عملية تبادل وتفاعل مشترک بين مجموعة من الأفراد يتعرض فيه الفرد لشتى عمليات الإتصال، فتؤدى بالفرد إلى تغيير بعضاً من سلوکياته وحتى إتجاهاته، أو تدعم معتقداته، الأمر الذى للتساؤل عن العوامل وراء نجاح بعض عمليات الإتصال وإحداث التأثير المنشود أو فشلها؟
لاشک أن الأمر يتعلق أساساً بالإقناع، فالبلاغة والخطابة وحتى الإتصال، کلها کلمات تدل على طريقة توصيل الکلمات أو التعبير عن الأفکار فى رموز، تعکس تلک الکلمات رغبة الإنسان للتحکم فى الإقناع منذ أن تبادل الأفکار مع الأخرين وحاول التأثير عليهم وإخضاعهم لفکره.
وفي أوائل القرن العشرين، أدرک علماء النفس أن الإعلانات التي تثير استجابة عاطفية لدى المشاهد من المرجح أن تؤدي إلى مبيعات، منذ ذلک الحين، تطمح وکالات العلامات التجارية والإعلان دائمًا إلى إنشاء إعلانات جذابة تثير ردود أفعال إيجابية في المشاهد.
واليوم رجل الإعلان لديه وظيفة أصعب من أي وقت مضى. فالإعلان يتعرض له معظم الناس يومياً،وذلک من خلال وسائطه المتعددة، لذلک لم يعدوا يلاحظون کل الإعلانات التي تدخل مجال رؤيتهم لأنهم ببساطة لا يملکون الوقت أو الترکيز الکافى لمعالجتها جميعًا بوعي.
لذلک لجأت الدراسات الحديثة إلى دراسة الإقناع اللاشعورى لإقناع المتلقى بالإعلان، حيث يقدم العديد من الرموز المصورة والمکتوبة فى محتوى الرسالة الإعلانية، والتى تؤثر على أحاسيس ومشاعر المتلقى ويقوم اللاوعى بتفسيرها للوصول إلى إقناعه بشراء المنتجات وطلب الخدمات المعلن عنها بالإعلان وکذلک قد تقوم بتغيير إتجاهاته وسلوکه.
هدف البحث:
يهدف البحث إلى إلقاء الضوء على أهمية دراسة أسس ومهارات الإقناع وکذلک دراسة مفهوم اللاوعى وکيفية توظيفهما لتحقيق أهداف الإعلان والتأثير على المتلقين لاشعورياً.
مشکلة البحث:
تتلخص مشکلة البحث فى دراسة کيفية الإستفادة من الأساليب والنظريات الإقناع فى مجال الإعلان، ودراسة مفهوم اللاشعور وکيفية تحققه فى الإعلان وذلک من خلال الإجابة على الأسئلة الأتية:
1. ماهى الأساليب الإقناعية التى يمکن إستخدامها فى تصميم الرسالة الإعلانية ؟
2. إلى أى مدى يمکن الإستفادة من دراسة اللاشعور (اللاوعى) لجمهور المتلقى عند تصميم الإعلان؟
3. هل يمکن تغيير إتجاهات وسلوک المتلقين والتأثير عليهم لاشعورياً من قبل مصمم الإعلان؟
فروض البحث:
إن إستخدام الإقناع اللاشعورى فى الإعلان له تأثير جمهور المتلقين، فيؤثر على أحاسيسهم ومشاعرهم ويقوم اللاوعى بتفسيرالرسالة الإعلانية اللاشعورية وما تحمله من رموز ومعانى خفية للوصول إلى إقناعهم بشراء المنتجات وطلب الخدمات المعلن عنها بالإعلان.
منهج البحث:
يتبع البحث المنهج الوصفى المدعم بدراسة تحليلية من خلال وصف وتحليل مجموعة مختارة من الإعلانات المستخدم فيها الإقناع للتأثير على لاشعور المتلقى لإقناعه بالمنتج أو الخدمة المعلن عنها.
الکلمات المفتاحية:
الإقناع - اللاشعور.