إن المصممون الأوائل للعمارة الإسلامية استفادوا من الطبيعة بکل أشکالها و تنوعاتها وتعتبر العوامل التراثية ذاکرة الهوية والتاريخ و حامية ثقافة الأمم.
و ﺘﻤﻴزت اﻟﻌﻤﺎرة اﻟتراﺜﻴﺔ الإسلامية بثرائها ﺒﺎﻟﻌﻨﺎﺼر اﻟﻤﻌﻤﺎرﻴـﺔ واﻟزﺨرﻓﻴـﺔ ذات اﻟﻤﻀـﺎﻤﻴن اﻟﻌرﻴﻘـﺔ اﻟﻨﺎﺘﺠـﺔ ﻋن تراکم ﻤﻌرﻓﻲ ﻤن اﻟتجارب، ﻟﺘﺤﻘﻴق اﻟﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ والثقافية و الإقتصادية. ولقد کان لکل کيان إسلامي حضاري في مختلف بقاع الأرض سماته المختلفة من دولة لأخري حيث تأثر المصمم المعماري الإسلامي بالبيئة المحيطة بما تشملة من أشکال ونباتات و خامات استخدمها أثرث فيه وتأثر بها ، ونحن نرى انه لا يمکن فهم العماره الاسلاميه الا بنظره اکثر شموليه واکثر عمقا ، فالعماره الاسلاميه شکلتها وأنضجتها عده روافد دينيه وحضاريه ومناخيه ، وهذه الروافد فى مجملها تمثل الرؤيه الاکثر شمولا لمفهوم البيئه ، والتى يجب الا تقتصر على العوامل المناخيه فقط ولکن تتعدى لتشمل ايضا البيئه الدينيه والاجتماعيه والثقافيه، وکيفيه اسهام العوامل والروافد البيئيه المختلفه فى تشکيل العماره والتصميم الداخلى فى هذه المجتمعات،
ولکل حضارة من الحضارات أسلوب خاص في الحياة، وعادات وتقاليد جماعية تکونت نتيجة للظروف والمؤثرات، فجعلت لهذا العصر أو للحضارة صفات، وأعطت لعمارته شکلاً يميزها عن غيرها من عصور مختلفة والتي نشأت وتکونت على مر الأزمان، لأنها نمت نتيجة تجارب، وتبلورت على الأشکال التي هي عليها الآن، والتصميم کفن هندسي لابد وان يتوافق مع العقيدة والمستلزمات والروابط الاجتماعية والضوابط الشرعية والدواعي الفطرية المرافقة لهذا الفن.
ويستعرض البحث مقتطفات متنوعة للبيئات المعمارية الإسلامية المختلفة وکيفية الإستفادة منها بشکل معاصر فى التصميم الداخلى والاثاث .
وتتلخص مشکله البحث في • قلة الدراسات عن تأثير البيئة على التصميم في الموروث الثقافي الإسلامي مما ينعکس بدوره على قلة الإنتاج المعماري والتصميم الداخلي المتأثر بالعمارة التراثية البيئية الإسلامية .
•إقتصار التواصل مع الموروث البيئي على استلهام النواحي الشکلية أو الزخرفية فقط دون التعمق في الخامات والأساليب الإنتاجية لصياغة هذه الأشکال.
•عدم وجود معرفة کافية حول التراث الإسلامي البيئي وتطبيقاتة.