تعد المشربيات واحدة من علامات العمارة العربية الإسلامية البارزة، إذ مثّل ظهورها نموذجاً لاستجابة العمران لمتغيرات البيئة والظروف الطبيعية، ولا يعکس تاريخ المشربيات في العمارة العربية الإسلامية العلاقة التي نسجها المعمار مع الطبيعة والجغرافيا وحسب وإنما يقدم صورة لتعامل البناء والفنان منذ العصر العباسي حتى اليوم مع الشکل الجمالي للبناء الخارجي والداخلي، وتأثير سائر الفنون البصرية على العمارة.
وتعد المفرغات المعمارية الحديثة هي امتداد لتلک التراث الفني والثقافي اللذي أبدع فيه الفنان القديم متمثلاً في الأصالة مع إضافة روح المعاصرة من خلال الخامات والتقنيات الحديثة
کما يقوم التکرار يدور شديد الأهمية في تلک المفرغات فهو تلک الخاصية الترکيبية التي تحول الوحدة البسيطة في النسق إلى وحدات أکثر ذات قيمة جمالية، ويشکّل التکرار خاصية فريدة في الفن الإسلامي للهروب من الفراغ، وقد أدى ذلک إلى تکرار الموضوعات الزخرفية على العمائر والتحف الإسلامية تکراراً لافتاً للانتباه بأسلوب فني جميل بعيد عن الملل.
أما الفراغ فيعد عنصراً أساسياً في المفرغات المعمارية وهو بمثابة مساحة مسطحة أو ذات حجم، فيبدو أحياناً کأرضية مسطحة تحيط بالأشکال، وأحياناً أخرى يبدو کفراغات تحتويها الأشکال بطرق مختلفة تتوقف على کيفيتها البنائية. ويرتبط بطبيعة المکان ويؤثر في فاعليات الحجوم وفي العلاقة بينهما کما أنه يتأثر بطريقة بناء الحجوم المختلفة، ويتنوع أيضا بين فراغات تحيط بالعمل أو تتخلله أو تنفذ منه أو ناتج من تجميع أجزائه.
ولذلک اتجه البحث إلى دراسة بعض الوحدات الزجاجية المفرغة دراسة تصميمية تعتمد على تفعيل خاصية التکرار مظهرة أهميته في الحصول على بدائل تصميمية متعددة من تکرار نفس الوحدة بأساليب تکرارية متعددة کما تطرق البحث إلى طريقة الإنتاج وشکل القالب وطريقة التثبيت والتوظيف في العمارة.