قد يأخذ المصمم اتجاه عام فى انتاجه التصميمى يؤکد عادات بلده او طراز يعبر عن حضارتها الخاصة مما يساهم بشکل کبير فى الحفاظ على الخصوصية الثقافية والفلکلورية للشعب فضلا عن نشره فى کل انحاء العالم خاصة فى ظل الرواج الذى تلقاه هذه المنتجات التراثية فى الاسواق الاوروبية والعالمية. و نجد لذلک اهمية فى الحفاظ على الهوية القومية والاستمرار فى التجديد والصمود امام محاولات اجتياح هوية الشعوب من خلال العولمة . و ليس المقصود بتأکيد الهوية القومية استخدام و نقل الرموز و العناصر الرمزية للتراث حرفيا و لکن عادة ما يقوم المصمم بتحليل الخطوط الاساسية المعبرة عن هذا التراث او الطراز او الحضارة و دمجها فى خطوط التصميم بأسلوب ابتکارى فى بناء الشکل او جزء منه للايحاء بقيمة المنتج فى الاتجاه المطلوب . و نجد ان الحفاظ على الهوية المصرية قد يأتى من خلال الخطوط التصميمية التى تؤکد الحضارة المصرية او تحمل طابع الحضارة الفرعونية او العناصر الرمزية الاساسية للاشکال المميزة للمنتجات الفرعونية ( الموتيفات) او العناصر الاسلامية او القبطية و زخارفها المختلفة او قد تأخذ الوانا مميزة لها دلالة رمزية خاصة بثقافة معينة او عادات خاصة تکون مرتبطة سيکولوجيا بالمستخدم .
وبالرغم من ان الاستدامة ليست فکرة جديدة الإ ان المخاوف البيئية بدأت علي المستوي الدولي نتيجة لتطور الصناعة والتکنولوجيا وتعدد المنتجات ، إن الاهتمام العالمي في المجتمعات بترسيخ ثقافة ومفاهيم الاستدامة لم ينشأ من فراغ، ولکن التقلبات الاجتماعية والاقتصادية والاضطرابات البيئية التي طرأت على الساحة الدولية مع بداية الألفية الجديدة تعکس العواقب الناجمة عن عدم مراعاة هذه التأثيرات ضمن نماذج أعمال الشرکات وشتى المنظمات . وتعد قضية الاهتمام بالبيئة وتعزيز مفاهيم الاستدامة هى القضية الاکثر حيوية واهمية لدى المنتجين والمصممين وذلک لفهم العواقب البيئية الناتجة عن استخدام المنتجات الصناعيه وتصورمايمکن ان يکون حلا امثل لمعالجة تلک المشکلات.
ويهدف البحث الي تأکيد وايضاح العلاقة بين مفهوم الاستدامة وطرق تحقيقها مع المنتجات التراثية والاستخدامية ودورها في الحفاظ علي الهوية الحضارية والثقافية