يعد الحرف العربى أساس الأبجديه العربيه بما تمثله من وحدات و رموز شکليه تؤدى دورها المحدد فى تحقيق الانقرائيه فى نسق تدوينى ذو طبيعه انسيابيه مرسله تتصل ببعضها مع بعض فى کلمه واحده فتشکل جمله أو معنى و على الرغم من دورها کأبجديه قرائيه الا أن الحروف العربيه بما يميزها من خصائص فنيه و طواعيه استطاعت أن تخلق ايقاعا حرکيا ديناميکيا و بذلک يتم تحويل مسار الکتابه من الواقع التدوينى الى الواقع التصميمى الذى يعطى الحروف خصائصها و ثراء بنائها الفنى .
والصورة ھى جوھر الفنون البصرية وقد شھدت الصورة عدة تحولات فنية فى العصر الحديث وکان لھا تأثيرات کبيرة فى خلق مفاھيم جديدة و لذلک تحتل العلامه الأيقونيه مکانه هامه فى التصنيف السيميوطيقى للعلامات فى هذا العصر
و يشير المصطلح الألمانيschriftbid لدمج التيبوغرافيا بالصور أو الأشکال ( التيبوغرافيا + الصوره ) ويعنى قدره المستهلک على تجنب الوظيفه اللغويه للتيبوغرافيا و الترکيز على الشکل الأيقونى لها , و يؤدى ذلک الى الابتعاد عن فهم التيبوغرافيا ککتابه و النظر اليها على انها تکوين تصميمى و تشترک کل التکوينات التيبوغرافيه فى احتوائها على مفاهيم ضمنيه , الا ان بعضها يستخدم فى انتاج تکوينات تحقق کونها أيقونه بصريه أکثر من البعض الأخر.
و يهدف البحث الى استثمار الکتابه العربيه کعنصر اتصالى لبيان قيمتها الحقيقيه التى تظهر فى قدره الکلمه المکتوبه کعنصر مرئى من عناصر التصميم على التعبير عن مدلولات متعدده للقيم الانسانيه و العاطفيه من خلال استخدام المنهج الاستقرائى و المنهج التجريبى فى دراسة مفهوم التيبوغرافيا التعبيريه فى التصميم المعاصرو العناصر الجرافيکيه الملائمه للتيبوغرافيا کأيقونه بصريه لخلق قدره على التذکر لدى المتلقى و کيفيه خلق حاله من التعاطف الرمزى او التقمص الوجدانى بين المتلقى و الکتابه المکتوبه .
وقد توصل البحث الى أن الکتابه العربيه تتعدى الدور المعرفى فى نقل المعلومات الى الدور العاطفى او الدور التعبيرى خاصه فى الکلمه المطبوعه اذ تختلف الکلمه المطبوعه عن الکلمه المکتوبه والمسموعه فى افتقادها عنصرى الصوت و الحرکه بالنسبه للوسائل الأخرى .