المخطوطات الإسلامية هي التراث الإسلامي المکتوب بخط اليد، وقد أعتنى المسلمون بها عناية کبيرة لأنها السبيل الوحيد للحفاظ على ما أنتجه العقل العربي والإسلامي من مواضيع مختلفة ابتداءاً من کتاب الله الکريم، فجعلوا منه تحفًا فنية ثمينة وترکوا فيها تراثاً فنياً عظيماً.ويکفي أن نشير إلى حجم هذا التراث الإسلامي من خلال ما تحتفظ به متاحف ومکتبات العالم، إذ يوجد بمدينة إسطنبول وحدها ما يربو على مائة وأربعة وعشرين ألفاً من المخطوطات النادرة، هذا بخلاف ما يوجد في مصر والمغرب وتونس والهند وإيران وسائر المتاحف والمکتبات العالمية.
لقد تطور فن المخطوطات الاسلامية بشکل لم يسبق له مثيل في أي فن من الفنون السابقة على الإسلام وذلک للحرفية التي امتلکها الفنان المسلم، وأبدع في أخراجها من خلال زخارفها المذهبة والوانها، ورشاقة الخطوط العربية التي جاءت متناغمة مع المنمنة الصغيرة.
أن العناية بجودة الخط کان أمرا طبيعياً في العالم الإسلامي، فقد کان الخطاطون يتمتعون بمکانة مرموقة فيه، وبخاصة في العراق وإيران ومصروترکيا، لاشتغالهم بکتابة مخطوطات المصاحف إلى جانب نسخ مخطوطات الأدب والشعر، ولذا برز هذا الفن وأرتبط بالمخطوطات الأسلامية.خاصة بعد أن اهتم الأمراء والسلاطين به، فأقبلوا على شراء المخطوطات الکاملة أو نماذج منها.وکانت أکثر ها من الآيات القرآنية أو الأدعية أو أبيات الشعر.
لقد ازدهرت المدرسة العربية في التصوير في العراق وامتدت باسلوبها وجماليتها وخصائصها الى سوريا ومصر وعبرت مضيق طارق وصولا للمغرب العربي، فظهرت المخطوطات المزوقة الملونة ،أذ تشير المصادر التاريخية ان الخليفة الحکم المستنصر بالله (302 – 366) هـ 915 - 976 م( ارسل البعثات الى الشرق لشراء المخطوطات وأنشا مجمعا لفن الکتاب جمع فيه الخطاطين والمصورين والمذهبين فنشط فن المخطوطات وازدهر.کما أتسمت المدرسة العربية بالواقعية في الطرح من خلال الرسوم التي زينت المخطوطات المزوقة .