تعتبر عملية التدوير واحدة من أکثر العمليّات التي بمقدورها أن تحلّ العديد من المشاکل دفعة واحدة؛ لذا، فقد لاقت هذه العمليّة إقبالاً کبيراً جداً من کافّة الدول التي تهتمّ بحلّ مشکلة النفايات والعديد من المشاکل الأخرى التي تسبّب الإزعاج، والتي ينجم عنها مشاکل فرعية عديدة. التدوير ليست من العمليّات الحديثة، بل هي عمليّة قديمة، ولکنها لم تکن بهذه الضخامة التي هي عليها الآن، فقد کانت في الأزمان القديمة أبسط من ذلک بکثير، وتتمثل في تغذّي بعض الکائنات الحيّة على فضلات الکائنات الأخرى بشکل طبيعيّ دون تدخّل الإنسان، کما کان الإنسان في العصر البرونزيّ قادراً على صهر الموادّ المصنوعة من المعادن لتکوين موادّ أخرى جديدة منها، ومن هنا فإن عمليّة التدوير تعني إعادة استعمال المواد المستعملة لإنتاج مواد أخرى جديدة، قد تکون في بعض الأحيان ذات جودة أقلّ من المنتجات التي تصنع من المواد الأصلية، وهناک العديد من الموادّ القابلة للتدوير، کالموادّ المعدنية، والورقيّة، والزجاجيّة، والبلاستيکيّة، ومياه الصرف الصحّيّ، وإطارات السيارات، والموادّ المنسوجة، والعديد من الموادّ الأخرى، وفيما يلي بعض أبرز النقاط التي تدلّ على أهميّة القيام بهذه العمليّة في المجتمعات المختلفة. أهميّة تدوير النفايات يوفرالطاقة بشکل کبير، حيث تساعد عملية تدوير النفايات على إنتاج منتجات جديدة باستهلاک أقلّ للطاقة من عملية إنتاج المنتجات من المنتجات الطبيعيّة، ممّا يساعد في الحدّ من المشاکل الرئيسيّة التي يعاني العالم منها کمشکلة الاحتباس الحراريّ. يقلّل من استنزاف المواد الخام في عمليّة إنتاج المنتجات الجديدة، حيث إنّ استنزاف هذه الموادّ يساعد على تدمير البيئات المختلفة التي يتمّ استخراج هذه المواد منها، کما أنّ هذا الأمر يساعد بشکل رئيسيّ على زيادة التلوّث في بعض الحالات. يوفر العديد من فرص العمل، حيث إنّ عمليّة إعادة التدوير توفّر العديد من الأعمال، فهي سلسلة من العمليّات وليست عملاً واحداً فقط؛ ممّا يساعد على حلّ مشکلة البطالة. يوفّر الأموال ويزيد من هامش الربح، فتکلفة الموادّ المعاد تدويرها ليست کتکلفة الموادّ الخام المستخرجة من الطبيعة، وهذا ما يدفع أصحاب العمل إلى الاعتماد في بعض الأحيان على عمليّة إعادة التدوير، کما أنّ انخفاض التکاليف على المصنّعين يزيد من صادرات الدول إلى الخارج، ممّا يزيد من إيراداتها. يقلّل من مشاکل تراکم النفايات وما يجلبه من أمراض لمختلف الناس، وذلک من خلال تراکم مسبّبات المرض فوق النفايات، کما يخلّص البيئة من النفايات غير القابلة للتحلّل کالموادّ البلاستيکيّة التي قد تسبّب العديد من المشاکل للبيئات المختلفة التي توجد فيها