إن العلاقة التبادلية بين الإنسان والمکان تنشأ من واقع الاحتياج أو المنفعة وواقع الارتباط الوجدانى ، ويختلف التکيف من إنسان لآخر تبعاً لخلفيته الثقافية ، والفراغات الخارجية الحضرية تعتبر مکاناً يحوى أنشطة إنسانية بواسطة عناصر تحدد هذه الفراغات والتي لکل منها دور أساسى ، فالميدان يعتبر أول نمط فراغى للتشکيل المعماري يتعامل معه الإنسان وهو ينتج من تجمع مجموعة من المنشآت حول فراغ مفتوح ، وقد ارتبطت أساليب التشکيل المعماري بمدى تحقيق المتطلبات الانسانية المختلفة ،إن الاشکال بمدلولها في التصميمات المعمارية والفنون التشکيلية تعتبر من إهم واکثر العناصر اقناعا في العمل الفني ومعظم النظريات والمفاهيم المعمارية التي تناولت الاشاکال المعمارية تناقش الاسس الديالکتيک او الجدل وهو منطق يقوم علي الحرکة بدلا من الثبات والاختبار النقدي للمبادئ والمفاهيم او علي اسلوب مدرسة الرؤية المتکاملة (الجشتطالت )وهي کلمة المانية تعني الشکل او النمط وهو ما سوف يساعدنا في ايجاد رؤئ ذات متغير فکري ومعالجة بصرية بالسوب حديث
ومع ظهور العديد من المتغيرات والمستجدات الحديثة مثل " المتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومع توفر التقنياتالحديثة وطرق البناء المتطورة والخامات صديقة البيئة " والتى کان لها اثر کبير على تغير الملامح والمفردات التشکيلية المميزة للميادين العامة التقليدية .
ومن خلال هذا البحث تحاول الباحثة إلقاء الضوء على مناهج التصميم الحديثة وطرق الاستفادة منها في تناول تراثنا العربي لتصميم الميادين بوجهة نظر غير تقليدية بعضها مستوحي من الفن الاسلامي وبعضها مستوحى من التقاليد المحلية وأکثرها مطابق لمفهوم الفن الحديث، والتي تحافظ على المضمون وتطور من الشکل کي يتناسب مع محيط البيئة المعاصرة حوله.
ولهذه المفاهيم عدة اشکال ورؤى فنية وتشکيلية متعددة ومتغيرة بتغير نمط التصاميم والفکار والمعالجات الفنية التشکيلية للميادين ومدى تأثرها بالأفکار والمعتقدات الموجودة بالبيئة المحيطة لها ومدى ثقافة واطلاع المصمم المعماري على ثقافات وحضارات أخرى ، تمکنه من ترجمة أفکاره الفنية.