إن المسجد النبوي الشريف هو نواة تشکيل المسجد في العالم کله، إذ بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً وازدهر عبر التاريخ ومر بالعديد من المراحل، واستخدم المعماري فيه حيلاً کثيرة لا حصر لها لکي يضفي لها المهابة والجلال، ويساعد زائريه على الترکيز في العبادات والمناسک .
نظراً لتطور تقنيات الحاسب الآلي وتطور مواد البناء وانتشار تقنيات أنظمة الاستشعار ظهرت مشاريع معمارية لها هوية مميزة تستمدها من وجود أنظمة حرکية لها تأثير واضح على التصميم الداخلي وطبيعة المبنى الوظيفية والتشکيلية، وهو ما ظهر في الحرم النبوي الشريف من خلال المظلات الميکانيکية الآلية الفتح والإغلاق، وحرکة القباب المتحرکة.
ومن هنا ظهرت إشکالية البحث المتمثلة في السؤال التالي: ما هو تأثير العمارة المتحرکة على حيز العمارة الداخلية في الحرم النبوي وإمکانية تطبيقه على المساجد المعاصرة.
وکان من أهم أهداف البحث: حصر وتوصيف دقيق لعناصر العمارة المتحرکة في الحيز الداخلي للحرم النبوي والمتمثلة في القباب المنزلقة والمظلات المتحرکة، وقد اتبعت الباحثة منهج التحليل العلمي بالزيارات الميدانية للمکان للوقوف على التفاصيل الخاصة بتلک العمارة المتحرکة وتأثيرها على الحيز الداخلي، والمنهج التوثيقي بالوصف الدقيق لطرق تصنيعها واستخدام الخامات والأساليب الحديثة في بنائها وتنفيذها.
ومن أهم النتائج التي وصل لها البحث أنه استُخدم في العمارة الداخلية للحرم النبوي أحدث أنواع التکنولوجيا التي تخدم الحيز الداخلي وتوفر الراحة والتصميم البيئي لمستخدميه، وکذلک اعتبار أن الحرم النبوي من أوائل التوسعات القيمة في أحدث الوسائل التکنولوجية في معالجة نظم التحکم البيئية عند تصميم المساجد، وذلک بما لا يتعارض مع مفهوم الثوابت.
کلمات مفتاحية keywords: التکنولوجيا الحديثة Modern technology، العمارة المتحرکة Moveable Architecture – الحرم النبوي AL-HARAM AL NABAWI، العمارة الداخليةInternal Architecture.