يتطرق البحث لتطور العمارة القبطية فى القرن العشرين و بعض أهم سمات هذا التطور الذى اتبعه المعمار الکنسي القبطى و إن کان بشکل بسيط لم يصل إلى حد النضوج الکامل فى الکثير من الأحيان. و قد أخد التطور المقصود عدة أوجه سواء فى تأثير أسلوب الإنشاء على الطراز المعمارى، العناصر الرمزية، و التقنيات الحديثة التى دخلت فى تنفيذ التصميمات المعمارية الداخلية و الخارجية للمبنى الکنسى القبطى.
و هکذا نرى أن العمارة القبطية قد تأثرت بالحضارات المتعاقبة فى مختلف العصور، قد أضفى الأقباط أيضاً على هذه المدارس المعمارية البيزنطية و الرومانية أحياناً الطابع الدينى الفرعونى و الذى کان يشبع حاجتهم النفسية عن طريق ممارسة طقوس تؤثر على الحواس و منها تنتقل إلى النفس فتثير فيها العواطف و الإنفعالات.
و کان طراز الکنائس القبطية السائد حتى نهاية القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين هو طراز کنائس القباب التى تغطى الصحن التى عُرِفَت فى مصر منذ أيام الفراعنة و عنها أخذ الإغريق و کل الغرب. فالمصريون عرفوا قطعاً نظام القبة قبل الإغريق الذين استخدموها أيضاً قبل ظهورها فى الطراز البيزنطى.
و قد تأثر تصميم الکنائس فى القرن العشرين تأثراً کبيراً بعوامل متعددة منها العوامل الإجتماعية و الإقتصادية و ظهور مواد بناء و طرق إنشاء جديدة و الإنفتاح على ثقافة الغرب و ثورة اإتصالات و المعلومات و غيرها من العوامل التى تؤثر الآن فى حياتنا المعاصرة. کما امتازت العمارة الکنسية القبطية بطابع روحى عميق -إمتاز به الأقباط عن سائر مسيحيى العالم- أثر فى تناول المعمارى القبطى لشکل المبنى و کذلک الطابع الروحى التأملى فى توجيه المبنى الکنسي الذى سبق فيه االأقباط باقى الکنائس حول العالم
کما نرى کيف تعاملت الکنيسة القبطية الأرثوذکسية مع معطيات عمارة مابعد الحداثة و مدى تأثرها بقواعدها بما يتناسب مع المبادئ الروحية و الطقسية لکهذه الکنيسة العريقة و تراثها و فلسفتها التعبدية. حيث نقوم بعمل دراسة سريعة للعمارة الداخلية والخارجية لکنيسة قبطية بالقاهرة و کذلک کنيسة قبطية أخرى بالمهجر و مدى تطبيق الإتجاهات المعمارية الحديثة فى العمارة کإتجاهات عمارة مابعد الحداثة.