يعتبر رايت واحدا ممن أثروا فى التصميم المعمارى فى القرن العشرين، وقد استخدم الزجاج بتقنيات وتصميمات متعددة لتحقيق الوظائف المطلوبة، وفى ظل الاحتياج العالمى المتزايد للطاقة وظهور اتجاه استغلال المصادر المستديمة والصديقة للبيئة يبرز دور الزجاج لما يوفره من إمکانية الاستفادة من ضوء الشمس خلال ساعات النهار، ويهدف البحث إلى الکشف عن القيم الوظيفية للزجاج متناولا نماذج أعمال رايت بالتحليل حيث قام باستخدام الزجاج في مختلف وظائف العمارة.
ففى المنازل الخاصة (الفيلات) استخدم الزجاج المسطح أو المؤلف بالرصاص فى مساحات کبيرة لکنه لم يستخدم التصميمات الزخرفية المعتادة، فامتاز بالتصميمات الهندسية مستخدما الزجاج عديم اللون مع مساحات صغيرة ملونة ليسمح بمرور أکبر قدر من الضوء، وفى بعض الأعمال يستخدم الزجاج الملون فى الجزء العلوى من النافذة کنوع من التظليل للتحکم فى الضوء، وفى الفيلات داخل المدن استخدم النوافذ أعلى الجدران لتحقيق الخصوصية، کما استخدم الزجاج لعمل مناور سماوية لإنارة الفراغات التى لا تحتوى نوافذ کافية.
وفى المبانى متعددة الطوابق استخدم أيضا الزجاج فى النوافذ بمساحات کبيرة کما أنه استخدم الأنابيب الزجاجية لعمل الجدران والأقبية والقباب مستغلا قدرتها على إنفاذ وتشتيت الضوء، کما استخدم المناور السماوية سواء باستخدام الزجاج المسطح أو البلاطات الزجاجية، أما فى العمارة الدينية فنجده يستخدم النوافذ الضيقة لتضفى جوا من الخشوع مع استخدام ألوان قاتمة للزجاج بالأسقف لذات الغرض، وفى نموذج آخر وظف مساحات الزجاج الملون فى خلفية المنصة لجذب انتباه الحاضرين، کما أنه استخدم الزجاج کعنصر أساسى فى التشکيل المعمارى فى معبد السلام.
وقد خلص البحث لبيان دور الزجاج کخامة رئيسية فى عمارة رايت استخدمها بتقنيات متعددة لتتماشى مع فکرة التصميم وتحقق الأهداف الوظيفية لاستغلال الإضاءة الطبيعية ويوصى بالاهتمام بدراسة مختلف تقنيات الزجاج ودور کل منها للاستفادة من الإضاءة الطبيعية فى العمارة ، مع الاهتمام بالقيم الوظيفية فى تصميم الزجاج الفنى للعمارة.