ان الدراسات المتعلقة بالعلوم والتاريخ الطبيعي ، وما يرتبط بها من متاحف ومواقع تراثية هى دراسات لم تنل بعد العناية اللائقة فى مصر ،على الرغم من اهميتها البالغة فى حفظ التراث وخلق اواصر الفهم والوعى، التى تقدمها وتعرضها المتاحف او المعاهد والمؤسسات العلمية او التعليمية وتتطلب توافر کوادر علمية متمرسة فى کل من العلوم المعنية بالاضافة للدراسات المتحفية .وتأتى أهمية خلق هذا الوعى بدور المتاحف العلمية وتفعيل الدور العلمى والمتحفى له من خلال ربط المجتمعات المحيطة بالمتحف العلمى وتنظيم الأنشطة والفعاليات التى تسمح بأن يکون المتحف هو وجهة علمية ثقافية لنشر المعرفة والوعى ، وليست قاصرة على العلماء والمتخصصون .ومن هذا المنطلق تأتى أهمية هذه الورقة البحثية التى تندرج تحت محور "الهوية والتراث والثقافة نحو توجه جديد" ضمن العنصر السابع من عناصر المؤتمر ، والذى يعنى بمعرفة "الٳنجازات المعرفية والعلمية ودورها فى الٳرتقاء الحضارى بالمجتمعات"
وتدور هذه الورقة البحثية حول المتاحف العلمية ودورها في تحقيق التفاعل بين العلم والفن ، والٳسهام فى تنمية الوعى والثقافة .وتعد المتاحف من وسائل التواصل المهمة والمنتشرة على مستوى العالم، فالمتحف وسيط مباشر بين ما يحتويه من مقتنيات وبين الجمهور المشاهد لها، کما أنه وسيط تربوى فعال وحيوى بما يتضمنه من مقتنيات تعبر عن مختلف ألوان الأنشطة والسلوک والمشاعر الانسانية وکيفية محاکاة الانسان للبيئة وتأثيره فيها وتأثره بها .
وتطبيقا على متحف "التشوهات الجينية للأجنة والأورام "بقسم النساء والتوليد بالقصر العينى والذى بدأت قصته منذ ما يقرب من تسعين عاما، حيث جمع طبيب النساء الأشهر، "نجيب باشا محفوظ،١٣٠٠ عينة من حالات نادرة في علم النساء والتوليد، وقرر ضمها إلى مقتنيات أخرى، أسس بهم متحفا ٳفتتحه عام ١٩٢٩م، داخل کلية الطب بقصر العيني، کي يکون مرجعا للطلاب والباحثين .ويعد أکبر وأول متحف طبي من نوعه في الشرق الأوسط، إذ يضم عينات طبية نادرة ومختلفة، فضلا عن رسومات تشريحية ومجلدات تصلح لأن تکون منهجا علميا متکاملا ومشروع متفرد عن الأجنة والولادات المختلفة.،کما يعد هذا المتحف هو متحف فريد من نوعه فى عدة نقاط على مستوى العالم مما يجعله يستحق مکانة دولية ،ومثل هذه النماذج من المتاحف العلمية الفريدة تسهم فى ترسيخ مفهوم الهوية وتؤکد على ريادة مصر وأبناءها فى مجالات العلوم المختلفة .ويجب تفعيل الدورالمتحفى للتواصل مع البيئة المحيطة والمجتمع بشکل وطيد الصلة حتى لا ينحصر دوره فى خدمة الباحثين والمختصين فقط.