تتشکل البيئة التراثية بمصر من مستويات مختلفة من التـراث المعمـاري والحضاري بداية من الحضارة الفرعونية وحتى نهضة مصر في عهد محمد على باشا بمجموعة من التأثيرات المتنوعة سواء کانت بيئية او اجتماعية او دينية ...الخ، ومما هو معلوم ان الکثير من هذه المناطق التراثية يعاني العديد من المشکلات منها الإهمـال والتعديات والتشوهات وفقدان للهوية والتلوث بصريا ومزيج من فوضي بين المباني والبيئـة المحيطة لعناصر تنسيق الموقع من طرق وأرصفة وتشجير وإنارة نابعة من عدم فهم الفلسفة المتکاملة لکل هذه العناصر مع بعضها البعض .
و من الجدير بالذکر ايضاً ان بعض من تلک المناطق التراثية تم تصنيفها کمواقع تراثية عالمية تتبع منظمة اليونسکو و من ثم خضعت الي العديد من برامج الترميم و الصيانة ، و اصبحت جزء اصيل من المنظومة الثقافية المصرية ، و تهدف هذة الورقة البحثية الي القاء الضوء علي کيفية التعامل مع مدخلات تلک المناطق التراثية و خاصة الفراغات العامة بالشکل الذي يعظم الاستفادة من دور تلک المناطق في زيادة الوعي الثقافي للمجتمع المصري و تقديم تلک المناطق التراثية بالشکل اللائق بها، و ذلک من خلال التعامل مع سبع مدخلات رئيسية و هي ( اولا - هوية المکان حيث ان لتلک المناطق التاريخية و التراثية هوية لا يمکن اغفالها عند التعامل مع الفراغات العامة بتلک المناطق ، ثانيا- النظام العمراني و الانشائي بتلک المناطق التراثية ، ثالثا- العناصر البيئية المؤثرة على الفراغات العامة بالمنطقة التراثية محل الدراسة ، رابعا- عنصر الامان و الراحة لدى مستخدمي تلک المناطق ، خامسا- الثقافة کقيمة مضافة لمثل تلک المناطق ، سادسا- البؤر التاريخية التراثية کنواة للتعددية الوظيفية ، سابعا- الفراغات العامة کبؤر تتجمع فيها اهداف متنوعة من مجالات و تخصصات مختلفة.