ينقسم العالم إلى دول مُنتجة وأخرى مُستهلکة ، وأنه لإنجاز عظيم أن تصل دولة ما إلى مصاف الدول المُنتجة ومن ثَم المُصدرة لغيرها ؛ ليس فقط لما يحققه ذلک من ازدهار لاقثصادها ، وإنما أيضاً لاستقلالها عن أي سيطرة قد تفرضها عليها الدول التي تؤمن لها احتياجتها ، خاصة الاساسية منها . لا سيما الدول العربية والتي تحاول جاهدة أن تواکب رکب التقدم وتلحق بالدول المُنتجة ، والمصدرة أيضاً .
ولکي يتسنى لأي دولة تحقيق ذلک الهدف السامي ، فإن عليها أن تقدم صناعات وخدمات ترتقي للمنافسة العالمية ، بل وتکون قادرة على التغلب على نظيراتها أيضاً . ومما لا شک فيه إن أيسر السُبل لتحقيق ذلک هو إتباع الطرق والمنهجيات العالمية الناجحة في مجالات الصناعة والإدارة والابتکار والتصميم والتسويق وغير ذلک من مجالات مؤثرة في العملية الانتاجية بالکامل .
ظهر خلال السنوات القليلة الماضية مصطلح إداري عالمي جديد ضمن الهيکل التنظيمي للمؤسسات الانتاجية هو ادارة الإبتکار Innovation management والتي تتيح للمؤسسة الانتاجية الاستجابة للفرص الداخلية والخارجية المتاحة، وذلک من خلال مساهمة کل العاملين في کافة الإدارات بشکل خلّاق في تطوير منتجات المؤسسة وعمليات التصنيع والتسويق ؛ مما يضمن تحقيق الابتکارية والجودة العالية لکافة العمليات ، ومن ثَم التنافسية العالمية .
لقد أوصت معايير سلسلة ISO 50500 بإضافة إدارة الابتکار للهيکل التنظيمي للمؤسسات الانتاجية ، والتي طورتها ISO TC 279 عام 2013 . ومن المتوقع حدوث طفرة خلال السنوات القليلة القادمة في الهيکل التنظيمي للمؤسسات الانتاجية عالمياً ، ويتوجب علينا کمؤسسات إنتاجية عربية مواکبة ذلک التطور في حينه ؛ بما يضمن استمراريتنا في الاسواق العالمية وقدرتنا على المنافسة .
توصل البحث لتقنين دور إدارة الابتکار في المؤسسات الإنتاجية ، ووضع تصور للعلاقة التفاعلية فيما بينها وبين کل ادارات المؤسسة ؛ مما يحقق الابتکارية المستدامة لکافة الأنشطة والنتائج .
وتوصل الباحث لتحقيق هدف البحث مستخدماً المنهج الاستدلالي ، وذلک من خلال دراسة وتحليل مفهوم إدارة الابتکار وکيفية تفاعلها مع کافة إدارات المؤسسة الإنتاجية ، وتوضيح مدى تأثير ذلک في ممارسة الأنشطة بابتکارية والوصول لأفضل جودة مرجوة .