يعتبر التراث الشعبي ثروة کبيرة من الآداب والقيم والعادات والمعارف الشعبية والثقافية والتقاليد المادية والفنون التشکيلية والموسيقية وهو علم يدرس في الکثير من الجامعات العربية والأجنبية. لذا فان الاهتمام به من الأولويات الملحة في حياتنا، وتراث المملکة العربية السعودية، وخاصة منطقة عسير هو احدى تلک الفنون التي تحتفظ بشخصيتها الخالدة والتي تمثل عالمها القديم والذي ينبغي الاهتمام بدراسته والتنقيب في تراثه واختيار کل العناصر الصالحة للاستمرار والبقاء ومعالجتها بصوة جديدة.
وتعتبر المعلقات النسجية احدى أ شکال الممارسات الفنية التشکيلية التي ظهرت منذ أقدم العصور، وقد مرت بمراحل متعاقبة، حيث نجد منها أشکالا متعددة في الفن الفرعوني والقبطي والإسلامي، وقد جاءت في کل عصر محملة بسمات تشکيلية ورمزية مختلفة نظرا لما تعکسه من قيم فلسفية وفکرية خاصة بالعصر التابعة له.
ومن هنا يمکن تلخيص مشکلة البحث في السؤال التالي: الى أي مدى يمکن الاستفادة من التراث السعودي العسيري کقيمة تشکيلية في ابتکار تصميمات للمعلقات النسجية تتناسب مع المسکن المعاصر وتساهم في الحفاظ على تراثنا وهويتنا العربية؟ ، لذلک يهدف البحث الى دراسة جماليات التراث السعودي العسيري وأشکاله الزخرفية لما به من ثراء فني کمصدر لاستلهام تصميمات معاصرة للمعلقات النسجية للمسکن المعاصر تواکب تطور العصر الذي نعيشه وتحقق القيمة الوظيفية الى جانب القيمة الجمالية، وبذلک يمکن إثراء عملية التواصل بين التراث والمعاصرة في الحفاظ على الهوية والسمات التراثية. ولتحقيق هذا الهدف قامت الباحثتان بعمل مجموعة من الأفکار التصميمية عدد، (10) تصميمات مستخدمة العناصر الزخرفية لتراث منطقة عسيرفي ابتکار تصميمات للمعلقات النسجية وتم وضع تصور مقترح لتوظيف کل فکرة تصميمية في المسکن المعاصر، واعتمدت منهجية البحث على المنهج التاريخي والتجريبي، وقد أسفرت الدراسة عن بعض النتائج أهمها:
1- التراث يعتبر منبعا للإبداع ومصدرا لانهائيا لأفکار المصممين التشکيليين، حيث يستمد المصمم أفکاره التصميمية المبتکرة طبقا للإيحاء الذي يعطيه له المصدر.
2- دراسة سمات وخصائص العناصر الزخرفية للتراث السعودي العسيري ساعدت على الکشف عن الکثير من الأفکار والقيم التشکيلية في إثراء تصميمات المعلقات النسجية للمسکن المعاصر لتحقيق رؤية جمالية تلائم المناخ الثقافي والفني الذي نعيشه.