التفاعلية هي التعبير عن مدي التبادل من خلال سلسلة من الاتصالات حيث ترتبط کل رسالة بالرسائل السابقة، وبهذا يعتبر الاتصال تفاعلياً عندما يتميز بدرجة عالية من الاستجابة ورد الفعل، وتظهر هذه الاستجابة عندما يقوم المتلقي بدور المرسل ويستجيب للرسالة الأصلية، وتمثل هذه الاستجابة المکوّن الأساسي للتفاعلية ومن ثم لا يصبح الاتصال أحادي الاتجاه بل عملية ديناميکية بين المرسل والمستقبل، کما أن التفاعلية هي الدرجة التي يتمکن المشارکون في عملية الاتصال من السيطرة عليها وتبادل الأدوار بين المرسل والمتلقي" (7: ص313بتصرف)
والتصميم التفاعلي لغة ابداعية تثير فى المتلقي بشکل عام ردوداً متنوعة، والاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة هم أولئک الأطفال الذين يختلفون على نحو أو آخر عن الأطفال الذين يعتبرهم المجتمع عاديين، وهم من أکثر الفئات حاجة إلي أساليب إبداعية وتربوية وتعليمية يُمکن من خلالها التواصل معهم وحل مشکلاتهم، فيضعهم التصميم التفاعلي في حالة من الاندماج والتأمل ويُمکن من خلاله الاتصال الايجابي معهم فهو منشط ومحفز لقدراتهم الخاصة فيعمل علي تحقيق مطالبهم، وبذلک يُمکن تحسن أساليب تعلُمهم والعمل علي دمجهم في المجتمع کعنصر بشري فعّال وقادر علي المشارکة والاستجابة والانتاج، وهذا ما تتبناه المنظمات العالمية والدولة بأجهزتها المختلفة لتوفير کل الأدوات والأساليب المختلفة لتنمية مهاراتهم وقدراتهم الفکرية والابداعية..
فالابداع عملية تفاعلية لا تقتصر على المبدع بحسب، وانما هي صفة للمتلقي وخاصة الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة علي أن يتکشف هذا الجديد ويتقبله ويتعامل معه بعد أن جذب هذا التفاعل نظره وانتباهه وأثر فيه ليتجاوب معه، ومن هنا تظهر الأهمية والضرورة لايجاد استراتيجيات جديدة لتنشيط وتدعيهم وتنمية مهاراتهم وأفکارهم الخيالية من خلال دور المصمم حيث يتناول هذا البحث ابتکار تصميمات طباعية مبتکرة تعتمد علي التفاعلية مع هؤلاء الأطفال بذکاء وحکمة وابداع، وتطبيقها بأسلوب جذاب علي القطعه الملبسيه الواحده باستخدام المنسوجات الذکية بحيث تتناسب مع قدرات الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة لتنميه مهاراتهم ولإعطائهم فرصة فهم وتقبل للّغة الإبداعية والرسائل البصرية الفنية منها والتعليمية إلى أقصى حد وذلک من خلال توفير تصميمات تفاعلية مبتکرة والعمل على تحقيق الأهداف المرجوة لتحقيقها.