يعد المسرح الوعاء الثقافى الأصيل الذى عاصر الأنسان منذ قرون قديمه فهو واحد من أهم واقدم الفنون الانسانية التى عرفها الانسان، وقد أدرکت الشعوب أهميته حيث أنه أحد العناصر الهامه فى تنميه السلوک الحضارى للإنسان. فهو فن مرکب يتکون من العديد من العناصر والفنون التى لابد من تضافرها من اجل الحصول على عمل مسرحى جيد يجذب المتفرجين ويؤثر فيهم تاثير کلى لانه يعبر عن الواقع الذى يعيشون فيه، وهو من أصعب الفنون الانسانية الموجوده لأنه يحتوى على فنون أخرى کثيره فکل فن من تلک الفنون يساهم بنسبه معينه لانتاج العرض المسرحى المتکامل، ودائماً ما کانت النهضه المسرحيه هى أحد أشکال النهضه الثقافيه والفنيه لأى شعب من الشعوب.
وسينوغرافيا المسرح قيمه تشکيليه متطورة ومتغيرة مع سياق دراما العرض، ولابد لکل جزئيه جديدة فى التصميم
أن تضيف وتتفاعل مع الجزئيات الأخرى فکل تصميم وتشکيل للملابس والديکور والأضاءه هو جزء لا يتجزأ فى تسلسل يتجمع ويتراکم أثر فوق أثر، حتى يکتمل التأثير العام للتصميم مع أکتمال العرض نفسه.
والسينوغرافيا بشکل عام تهدف الى تطويع حرکه الفنون التشکيليه والتطبيقيه بما تضمه من فنون الأزياء المسرحيه والمعمار والديکور والأضاءة وطرق استغلالها فى الفضاء المسرحى – من خلال فن المنظور – فى علاقه أکيده ومتضافرة مع الکلمه ومع الدراما بصفه عامه، فالسينوغرافيا المعاصرة تؤکد على دور الفن التشکيلى
المعاصر وتعانقه مع فن المسرح وفق صيغه سينوغرافيه حديثه.
والمصمم السينوغرافى هو مصمم للديکور ومصمم للأضاءه ومصمم للازياء فتصميم کل منهم لاينفصل عن الاخر لأن عمل کل منهم يکمل الأخر لاخراج الصوره النهائيه فى أصدق تعبير للشخصيه وهنا يأتى خطوره دوره ليس فقط فى إنجاح العمل فى سياقه الدرامى، وإنما فى امتداد أثره التشکيلى على المتلقى بشکل خاص والمجتمع بشکل عام نحو الأرتقاء بالثقافه الفنيه والذوق الجمالى والحس الفنى بصورة مباشرة وغير مباشره .
والسينوغرافيا المسرحيه من ديکور وإضاءه وازياء هما أحد أدوات التعبير المسرحى و يخضعا بطبيعه الحال للحدث المسرحى ومقتضيات الدراماحيث تلعب الازياء دوراً هاماً فى التشکيل لا يقل أهميه عن الديکور والأضاءه بل أنها تعد فى مضمونها جزء لا يتجزء من الديکور بوصفها مناظر متحرکه، کما انها وسيله تعبير دراميه قويه حيث أنها تسهم فى تجسيد عوامل الزمان والمکان، بل وطبيعه الإنسان الماديه والإجتماعيه والمعنويه.