من المؤکد أن هوية أى أفيش سينمائي جرافيکي مستمدة من هوية الرواية السينمائية المصرية المصاحبة للفيلم والتى يُعلن عنه الأفيش، وغالباً ما تکون دراما الروايات السينمائية المصرية عنصر مؤثر وهام فى إبراز ملامح البورتريه الموظف فى الأفيش السينمائي الجرافيکي الخاص بإعلان الفيلم، فالدراما الروائية تطبع رؤيتها على فن البورتريه المصاحب للأفيش السينمائي، فإن کانت تلک الرواية بوليسية نجد البورتريه الجرافيکى على الأفيش له نفس الملامح، وإن کانت الرواية من النوع الرومانسي نشعر أن البورتريه ومايحمله من تعبيرات على شاکلة الرواية، فالبورتريه الخاص بالأفيش السينمائى هو فى الأصل إنعکاس لما ستخبرنا به الرواية وبمعنى أخر هو ملخص لما تقوم به شخصية البطل الحقيقية فى الرواية، فأن کانت شخصية البطل خيرة نجد البورتريه الخاص به والظاهر على الأفيش خير ووديع، وإن کانت شريرة نجد البورتريه يحمل ملامح الشر بين تعبيراته وقسمات وجهه.
ولا شک أن إنتشار الأفيش السينمائى للروايات المصرية قديماً کان ذاخراً بالعناصر الجرافيکية سواء کانت رسوم جرافيکية يرسمها فنانين موهوبين أو خطوط يکتبها خطاطين متمرسين، ولکن للأسف إندثر هذا الأفيش بظهور کاميرات التصوير الضوئى، فحل البورتريه المصور فوتوغرافياً محل البورتريه الجرافيکى الذى کان يزين اللوحات الإعلانية فى مدن وقري مصر، وحلت الخطوط الرقمية من الکمبيوتر Fonts وأُبعدت يد الخطاط عن الأفيش السينمائي بل واللوحات الإعلانية بصفة عامة.
ويعتبر هذا البحث دعوة لإحياء توظيف فن البورتريه الخاص بالأفيش السينمائي المصرى الجرافيکي ولکن مع مواکبة العصر التقنى والرقمى الذى نحياه، ونعنى البورتريه المُصمم والمرسوم عن طريق الحاسب الآلى وبتطبيقات رقمية غنية بالأدوات والخامات الخاصة بالتلوين والرسم وبواسطة فنانين لا يقلوا موهبة عن سابقيهم من أصحاب الرسم اليدوى، وذلک کله لمواکبة العصر الرقمى الذى نعيشه حالياً.