زاد الاهتمام بدراسة التراث الشعبي في السنوات الأخيرة، باعتباره علماً من العلوم الإنسانية الذي له أثر على الحضارة والثقافة العامة، فهو يشکل بعداً تاريخياً ووجدانياً عميقاً بالغ الأهمية في الحاضر والماضي. کما أنه يتعلق بکل مجالات الأنشطة التي يقوم بها الإنسان وبممارسته للحياة مما يجعل دراسته أمراً ضرورياً، وهو يبعث في الفرد القدرة على الانطلاق نحو غد أفضل ويزيد اعتزازه بالوطن بما خلفه الآباء والأجداد.
تعد خامة السدو في المملکة العربية السعودية أحد عناصر التراث المادية الهامة التي يمکن من خلالها التعرف على بعض جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فالسدو من أهم المنسوجات التقليدية التي عرفت قديما وکانت لها دورا في حياة المجتمعات البدوية لتناسبها مع ظروف البيئة الصحراوية، من خلال الدراسات السابقة اتضح أن هناک ثراء فني لأسلوب السدو لم ينل القدر الکافي من الاهتمام به والتناول الفکري لقيمته الفنية والجمالية.
يهدف البحث الي دراسة الإمکانات الجمالية لأسلوب السدو، إعداد مقترحات تصميمية لملابس المساء برؤية معاصرة تتفق وآراء المتخصصين، إعداد مقترحات تصميمية لملابس المساء تتفق وقبول المستهلکات من عمر (20 الى 45 عام)، تحليل وتنفيذ التصميمات المقترحة، يتبع هذا البحث المنهج الوصفي لمناسبته لتحقيق أهداف البحث مع التطبيق والتحليل.
تتکون أدوات البحث من استبانتين لقياس آراء کل من المتخصصين في مجال الملابس والنسيج، والمستهلکات حول توظيف الإمکانات الجمالية لأقمشة السدو في التصميمات المقترحة بأسلوب التصميم على المانيکان، توصلت نتائج البحث إلى تصميم عدد (6 تصميمات) معاصرة من خامات السدو المتنوعة في الألوان والزخارف والتراکيب النسجية، بالتشکيل المباشر على المانيکان، وتوظيف الإمکانات الجمالية لأسلوب النسج لخامة السدو، وبالرغم من انخفاض درجة انسدال الخامة، وزيادة سمکها إلا أن النتائج أثبتت إمکانية استخدامها في التصميم على المانيکان لأزياء المساء للنساء حفاظا على التراث الشعبي والهوية الوطنية، وقد حازت التصميمات على قبول کلا من المتخصصين والمستهلکات، وتم تنفيذ التصميمات التي حصلت على درجات مرتفعة طبقا لآراء عينة البحث باستخدام تقنيات الحياکة الراقية