أحدثت التطورات المتلاحقة في عالم التکنولوجيا الرقمية ثورة هائلة في کافة المجالات الحياتية بما فيها مجال التصميم الداخلى، ومع التطور الهائل والمستمر لهذه التقنية ظهرت کثيراً من التطبيقات الجديدة لتکنولوجيا المعلومات والاتصالات. فأحدثت تغيير کبير في حياتنا وساهمت في تغيير إسلوب المعيشة والعمل واللعب والترفيه، وحتى فى التفکير، وأصبح لها الأثر الکبير فى کل مناحى الحياة، واستفادت منها علوم التصميم المعمارى والداخلى کبقية فروع العلوم، فتطورت تکنولوجيا التصميم الداخلى وتبدلت أفکار الماضى، فبعد أن کان المسکن الطبيعى يُعرف بأنه مکان للراحة والاسترخاء والاستمتاع وتناول الطعام، أصبح المسکن مکان للعمل والتسوق والاتصال. لقد ظهرت تقنية المسکن الذکى في نهايات القرن العشرين کنتيجة مباشرة للتطور العلمى والتکنولوجى، وأصبح لهذه الأنظمة العديد من التطبيقات، کما ظهرت مصطلحات تعبر عن إتجاهات هذا التطور فى مجالات مختلفة مثل "ثورة المعلومات الرقمية" وقد أثر ذلک على الأنشطة داخل المسکن، بجانب التطور في تقنيات بنائه والأنظمة المختلفة التي يتضمنها؛ فظهر المسکن الذکي ضمن نمط المباني الذکية، بالشکل الذي يمکن اعتباره بداية لتطورات کبيرة تنتظر عمارة المسکن في القرن الواحد والعشرين. ومع إنتشار تقنيات شبکة الإنترنت والتى جعلت التواصل سهل بين جميع مکونات الحياة، فالأجهزة أصبحت تتواصل فيما بينها وتتلقى بعض الأوامر عن طريق شبکة الإنترنت، وتسارعت وتيرة تطوير المنازل بهدف راحة المستخدمين حول العالم، ومصطلح المنازل الذکية جاء بسبب ذکاء الأجهزة المکونة للمنزل بشکل عام، وليس ذکاء المنزل نفسه على وجه الخصوص. إن المسکن الذکى يمثل أحد الاتجاهات الواعدة التى لم يتم بعد إستکشاف کافة الإمکانيات الممکنة فى مجالها، والتى يمکن أن تعمل على توفير نمط معيشى مناسب ومتميز من جوانب ونواحى متعددة، وتحقق فى الوقت نفسه الاقتصاد في تکلفة التشغيل، فإن أهمية هذا البحث تکمن فى أن تطوير هذا الاتجاه بالصورة المأمولة يخدم المستخدمين، ويعمل على توفير نمط معيشى يحقق وفرة إقتصادية ويقلل من التکلفة التشغيلية، کما تعمل هذه التقنية على زيادة القيمة المضافة لمثل هذه المساکن، ومن جهة أخرى فانه يخدم البيئة التى تقام فيها هذه المساکن بتميزها بخصائص الاستدامة، کما يمتد تأثيره على الدولة بالتأثير الايجابى على تقليل استنزاف الموارد العامة للطاقة بالدولة، وامکانية توجيه الوفر الناتج فى محاور تنموية أخرى.