يعد الفکر الفلسفى للهوية الثقافية النتاج المعرفى والفکرى المنظم لفکر المصمم الداخلى والذى يترجم من خلال مجموعة من العناصر والمفردات الإبداعية والتى يستطيع المصمم من خلالها الربط بيم هويته وتوضيح ماهية هذه الهوية وبين الشکل والعلاقة التى تکمن فى الأذهان ,فهو قادر على تطويع أدواته فى التعبير عن أفکاره لإعطائها الصفة القومية لنتاجه التصميمى .يعتبر النتاج الذى يحمل الملامح المميزة لثقافة مجتمع ما بمثابة الحصيلة الفکرية لتفاعل مجالات الثقافة والطابع والتراث . فالقيم الناتجة عن الهوية الثقافية تؤثر على توجيه الفکر الإبداعى لدى المصمم الداخلى والتى يمکن حصرها فى مجموعة من العناصر البنائية المتنوعة من لغة ,فن ,قيم,أعراف ,قوانين ,معتقدات ,رموز.ويرتبط واقع التصميم الداخلى بشخصية وروح المصمم الداخلى کما أن لها علاقة بتاريخه ونشأته وجغرافية المکان الذى أسهم فى تکوين رؤيته البصرية والروحية والفکرية .ويتفاعل الفکر الفلسفى للهوية الثقافية مع فکر المصمم الداخلى فيکون وعيا خاصا به يحقق بموجبه نمطه السلوکى فيعمل على توجيه فکره ومن خلاله يصل إلى فکر إبداعى معاصر .وفى هذا الإطار يهدف البحث إلى توضيح دور الهوية الثقافية فى صياغة فکر المصمم الداخلى ومردوده على التصميم الداخلى .بالإضافة إلى الاهتمام بالقدرات السيکولوجية لشخصية المصمم المبدعة بإعتبارها المکونات الأساسية التى تمکن المصمم من التفرد وحمل السمات الإبداعية التى تنعکس على النتاج التصميميى .وفهم وربط دور المصمم الداخلى فى تعزيز الإنتماء وتأصيل الهوية الثقافية من خلال الفکر التصميميى حيث أن العملية التصميمية عملية مترابطة ومتسلسة التى يجب أن تراعى الجانب الوظيفى والجمالى لإثراء التصميم ذاته .ويقوم المصمم بمنح الطابع الشخصى للنتاج التصميمى الممتزج بهويته الذى يعبر عن دلالات فکرية تحمل معان رمزية وجمالية متفاعلة مع سمات المجتمع وتتأثر بالتقاليد والعادات المختلفة للبيئة وتتصف بالديناميکية المعبرة عن المکان وما يحمله من مؤشرات خاصة بکل عصر