مما لا شک فيه أن لکل أمه تراثها الزاخر الذى تفخر به وتستمد منه قوميتها وانتمائها ، ولعل مصر من أولى الدول التى تمتلک تاريخاً عريقاُ و حضارة زاخرة وموروث ثقافى رفيع ، فجميع محافظاتها تقريبا تضم بين جنباتها العديد من المواقع الأثرية الغنية ذات الطابع الحضارى الفريد. وبالرغم من کل ذلک فلم تحظ مصر بعد بنصيبها الذى تستحقه من نسبة السياحة الثقافية حول العالم، ولعل أبرز أسباب ذلک هو تغير شغف العديد من السائحين وعزوفهم عن ذلک النوع من السياحة ، نظراً للتطور التکنولوجي الحادث والامکانيات الجبارة لنقل الوسائط عبر الإنترنت، مما ترتب عليه رکود نسبي لهذا النوع من السياحة التى تعد أحد أهم مصادر الدخل القومى المصري، وفى ضوء ما سبق أصبح من الضرورى أن نجد أسلوباً متطوراً يعيد لهذا النوع من السياحة رونقها وجاذبيتها بأسلوب عصري يستخدم التکنولوجيا العالية ويوظفها لإضفاء المزيد من الجاذبية والإبهار لمواقعنا الأثرية العريقة مما يعيد لها زوارها و يزيد من الإقبال عليها، من هذا المنطلق جاءت مشکلة البحث التى تتمثل فى افتقار المواقع الأثرية العريقة فى مصر إلى الوسائل التکنولجية المستحدثة التى تمنحها التفاعلية والجاذبية و التشويق لتشکل عناصر جذب للزوار والسائحين ، وتکمن أهمية البحث في إلقاء الضوء على أهمية توظيف تکنولوجيا الهولوجرام فى إعادة احياء المواقع الأثرية فى مصر من خلال بناء مشاهد تاريخية دراماتيکية افتراضية يکون الموقع الأثري بمثابة ديکور تعبيري حقيقي لها . ويهدف البحث إلى تسليط الضوء على دور تکنولوجيا الهولوجرام فى اعادة احياء المواقع الاثرية فى مصر وابراز أثر الدمج بين التکنولوجيا المستحدثة والتراث الحضارى المصري . ويفترض البحث أنه يمکن تطويع تکنولوجيا الهولوجرام فى بناء مشاهد تاريخية افترضية فى المواقع الأثرية . ويتبع البحث المنهج الاستقرائي لتکنولوجية الهولوجرام وامکانيات تشغيلها ، وکيفية توظيفها لدعم إنعاش حرکة السياحة فى مصر، ومن ثم المنهج الاستنباطي للوصول إلى منهجية للدمج بين الوسائل التکنولوجية والتراث الحضرى المصري، وقد أظهرت الدراسة إمکانية المعالجة التکنولوجة الرقمية والضوئية للحيزات الخارجية للمواقع الأثرية.