من الدراسات التاريخية السابقة في مصر في عصر ما قبل التاريخ ، وکذلک في الشرق الأقصى في عصور ماقبل الميلاد وفي جنوب افريقيا ونامبيا و المکسيک وغيرهم ، تبين أن الأواني التي وجدت في هذه العصور حرقت في حريق مفتوح أو في حفرة وليس في أفران حريق بالمفهوم الذي نعرفه الآن ، والذى يتکون من بيت نار مفصول عن حجره الرص ومدخنه ، و الحريق البدائي المفتوح کان هو التمهيد لظهور افران حريق الخزف المتعارف عليها الآن ، وقد نتج عن نظم الحريق البدائية هذه أشکال بها تأثيرات سوداء نتيجة الکربون المتصاعد من الحريق ، وبالخبرة عرف الخزافون في العصور القديمة أن الکربون يسد مسام الأواني فأستخدموا هذا الأسلوب لإنتاج اواني لتخزين السوائل أوللشرب ، ولأن الحريق في عصور ما قبل التاريخ کان منخفضا اقصاه (750- 800 ) درجة مئوية فکانت الأواني مساميتها مرتفعة ، فلذلک استغلوا الدخان لإنتاج أواني سوداء ذات مسامية منخفضة لتخزين السوائل وظهر ذلک عند المصري القديم في عصور ما قبل التاريخ فانتشرت الأواني ذات الفوهة السوداء (ومن الداخل أيضا سوداء ) وکانت تنتج لتخزين السوائل و للإستخدام الجنائزي ثم اختفت هذه التقنيات في الحضارات المصرية التالية نتيجة لظهور الطينة الجيرية التي کانت تحرق في درجة حرارة أعلى من طمي النيل (850 -1050) درجة مئوية ، وکذلک ظهر فرن الحريق التي تم فيه فصل بيت النار عن حجرة الرص ، وبذلک اصبحت الأواني ذات مسامية منخفضة نتيجة للحربق العالي ولونها احمر نتيجة للأکسدة في الفرن المؤکسد ، فلذلک لم يحتاجوا تقنية الخزف ذو الفوهه السوداء الذي کان يستخدم فيه الکربون لسد المسام ، وکما وجد اسلوب تسويد الأشکال بالکربون في مصر وجد أيضا في افريقيا ، وما زال يتم بنفس الأسلوب البدائي وينتج أواني استخدامية للشرب في جنوب افريقيا و في المکسيک وغيرهما ، أما في العصر الحديث والمعاصر فقد انتشر الحريق المفتوح أو الحفرة سعيا للحصول على التأثير الجمالي الناتج عن الدخان وليس للإستعمال کما کان قديما ، وهذه النظم من الحريق فکما أن لها تأثيرات جمالية متميزة فهي أيضا تعتبر نظم حريق اقتصادية غير مکلفة وتتم بأبسط الطرق وبخامات بسيطة أيضا ، و قد انتشرت حديثا هذه النظم من الحريق في أمريکا واليابان للحصول على تأثيرات جمالية ، وکانت الدراسة التجريبية للدارسة هي محاولة للإستفادة من الدراسة التاريخية في الحريق المقتوح والبناء عليها للحصول على تأثيرات ذات قيمة جمالية ولونيه .