يُعَد الزمن من القضايا الجدلية التى تشکل محور الکثير من الدراسات العلمية والفلسفية؛ فمفهوم النسبية الذى ظهر فى بداية القرن العشرين- والذى تعلق بعامل الزمن وکونه نسبى وليس مطلق- أحدث ثورة کبيرة فى الأوساط العلمية أثرت على فکر العلماء، الأدباء، الفلاسفة، المفکرين، الفنانين، ومن بينهم المصممين. ومن هنا کانت البداية نحو النظر باهتمام إلى عامل الزمن، فهو عنصر غير محسوس، ولکن تأثيراته ملموسة ومؤثرة، وألقت بظلالها على کافة المجالات، ومنها مجال التصميم الداخلى والأثاث، حيث ظهرت بعض المفاهيم التصميمية التى تدعو إلى فهم الزمن على أنه بعد رابع مثل مفهوم الزمکان؛ ذلک المفهوم القديم اصطلاحياً، ولکن مع التقدم التکنولوجى وما يوفره من إمکانيات هائلة لتطبيق هذا المفهوم تجددت الرؤية له. فالمصمم عادةً يتعامل فى تصميماته مع الأبعاد الفراغية المادية الثلاثة، ولکن کيف يشکل مفهوم الزمن بعداً رابعاً فى العملية التصميمية؟ وما هو مردوده على التصميم الداخلى والأثاث؟ هذا ما نتناوله فى هذه الورقة البحثية.
ومن خلال ما تقدم من دراسة بحثية تم التوصل للآتى:
- يَشغَل الزمن- کأحد القضايا الجدلية- فکر الکثيرين، ومن بينهم المصممين الذين أناروا الأفق لدخوله کأحد أبعاد العملية التصميمية.
- يشکل مفهوم الزمن کبعد رابع فى العملية التصميمية أهمية کبرى لها أثرها البالغ على التصميم الداخلى والأثاث؛ فمصطلح الزمن يعبر عن العديد من المعانى، وذلک وفقاً لما يحدث خلاله. واستناداً إلى ذلک، هناک بعض السمات التى يمکن للمصمم أن يستنبطها من تلک المعانى، ويترجمها إلى خصائص تصميمية يحققها فى أعماله الإبداعية، ليرى متلقى العمل التصميمى الزمن بسماته المختلفة تجسيداً حياً محسوساً فى بناء مادى ملموس، محققاً بذلک البعد الرابع فى التصميم، مما ينعکس عليه بالإيجاب ويتفاعل معه.
وبناءاً على ما سبق، توصى هذه الدراسة البحثية بالآتى:
- على المستوى النظرى: ضرورة التوسع فى الدراسات البحثية التى تتناول عامل الزمن- بوصفه أحد القضايا الفلسفية المؤثرة، لما يمکن أن يثيره من فکر بناء لدى الباحثين.
- على المستوى التطبيقى: أهمية تفعيل البعد الرابع وهو الزمن فى التصميم الداخلى والأثاث، لما يمکن أن يمنحه للعمل التصميمى من قيم مادية تشکيلية تتعلق بالنواحى الجمالية له، وللمتلقى من قيم معنوية تتعلق بردود الأفعال النفسية المتولدة لديه، مما يساهم فى إنتاج أعمال تصميمية أکثر تفاعلية مع المتلقى.