يعرف التراث بأنه هو کل ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل، فالتراث هو تاريخ الشعوب وحضارتها. ويختلف ( التراث) کمصطلح عام وشامل عن (التراث الشعبي) فالأول يشمل کل ما توصلت إليه أمة من الأمم من علوم ومعارف وفنون وصناعات قديمها وحديثها والراقي منها والبسيط أما ( التراث الشعبي ) فهولا يخص غالباً إلا ما يتعلق بالثقافة والمعارف التلقائية والعشوائية لطبقات معينة في المجتمعات والتي تأخذ في التراکم جيل بعد جيل، ويشمل کذلک المعتقدات الشعبية والقصص والحکايات والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى وملابس ورقصات وأمثال والمفاهيم الخرافية والأساطير والاحتفالات والمناسبات الدينية.
والإعلان کغيره من الفنون البصرية التى تأثرت بالتراث الشعبى المصرى خاصة أنه يتصل بشکل مباشر وفعال مع الجمهور، وبخاصة الإعلان التليفزيونى لما فيه من دراما وحرکة وعناصر بصرية متعددة أتاحت الفرصة فى تعدد أساليب توظيف التراث الشعبى من خلال الفکرة أو القصة والحبکة الدرامية أو الحوار او الملابس وغيرها، أو يکون الهدف من الإعلان ذاته منتج أو مناسبة مرتبط بالتراث الشعبى کاحتفالية المولد النبوى الشريف.
مشکلة البحث: هناک العديد من الإعلانات التليفزيونية التى تأثرت وعبرت بشکل واضح عن مظاهر التراث الشعبى والعادات والتقاليد والمناسبات وغيرها اختلفت على حسب الهدف من الإعلان أو طبيعة المنتج، ولکن کيف تم توظيف الفلکلور فى الإعلان التليفزيونى من حيث معالجة الأفکار والعناصر بصرياً ودرامياً، وما إيجابيات هذا التوظيف أو المشکلات الى ظهرت وأسبابها؟ وما هو مدى الحفاظ على الصورة الذهنية والمعانى المرتبطة بالفلکلور المصرى فى مضمون الإعلان؟
ويهدف البحث: إلى دراسة أبعاد تأثير وتوظيف التراث الشعبى فى الإعلان التليفزيونى من حيث استلهام الفکرة وتوظيفها فى الصياغة البصرية والدرامية للإعلان، القاء الضوء على أهمية إحياء التراث الشعبى فى الإعلان التليفزيونى.
فروض البحث: الإعلان التليفزيونى المعاصر زاخر بمظاهر التأثر بالفلکلور المصرى وعناصر الثقافة الشعبية الأصيلة لما فيه من خاصية جماهيرية معبرة عن حياة المتلقى، إن الاستعانة بعناصر ومظاهر الفلکلور الشعبى من اغانى والحان وعناصر مادية وغيرها تستحضر صور ذهنية أصيلة تجعل الإعلان اقرب إلى وجدان وذهن المتلقى.
منهج البحث : ويتبع البحث المنهج الوصفى لنماذج تحليلية مختلفة والتعرف على کيفية توظيفها ومدى نجاحها وإخفاقها فى بعض الأحيان والوصول لتوصيات صياغة إعلان مستلهم من التراث الشعبي دون أن يتغير معناه أو يحرفه ويحافظ على صورته الذهنية ويرسخها.