الإنسان في تغير دائم جيلاً بعد جيل، والمبتکر متيقظ الحواس فيرى جمالاً جديداً مبتکراً من خلال تفاعل العقل الباطن والتأثير على المتلقي بشکل لاإرادي مستخدماً الحداثة في التفکير لتحقيق ذلک الفعل .
إلا أن استراتيجية التفکير الإبداعي الغير معقول تتطلب البحث في مخبوءات العقل الباطن لدى المتلقي، وترجمة الخبرات البصرية والاعتماد على تأثير الصدمة البصرية مستدعياً بذلک نظرة بصرية مختلفة تخاطب اللاوعي والمعاداة للمألوف البصرى عند بناء الفکرة الإعلانية والوصول بها إلي نوع من الإبهار والتشويق.
هکذا أصبح المميز لما بعد الحداثة هو اللاشفافية، اللانفاذية، الاختباء والتمويه بالمعنى الحرفي ، وقد أصبحت هذه الکلمات المفاتيح السحرية لولع ما بعد الحداثة ، فتم التوجه إلى الإعلانات القائمة على الفکر اللامعقول الغير متوقع للمشاهد في رؤية الإعلان وصولاً إلى بعض الخدع الحسية في عملية الإدراک البصرى.
ومن هنا تنحصر مشکلة البحث التي يمکن تلخيصها في محاولة الإجابة عن التساؤل الآتي :
کيف يمکن استثمار العناصر اللامعقولة في تصميم الإعلان والوصول إلى استجابة مؤثرة لدى المتلقي عند عرض الفکرة (الغير معقولة) بحيث تکون لها حسابات بصرية تفتح آفاق جديدة في الفکر الإعلاني الحديث ؟

ويهدف البحث إلى استثمار العناصر اللامعقولة والخيال في ابتکار أفکار تصميمية تعتمد على الابهار والمفاجأة والوصول إلى استجابة تفاعلية مؤثرة لدى المتلقي، يکون لها بالغ الأثر في إحداث تغيراً شاملاً في مضمون الفکر التصميمي.
ويتبع البحث المنهج الاستقرائي لجمع المعلومات والبيانات لإستحداث أفکار إعلانية يسيطر عليها اللامعقول، ثم يتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي لنماذج من وسائل الإعلان المختلفة التي تعتمد على اللامعقول في التفرد بعرض الفکرة بصورة ذهنية مختلفة من خلال اللامعقول، ثم يتبع المنهج التطبيقى لتصميمات غير مألوفة بصرياً.
وقد أظهرت الدراسة مدى تأثير اللامعقولية في الفکر الإعلاني الحديث على تفاعل وتخيل المتلقين تجاه الإعلان بشکل غير مألوف، وقد کانت هذه الرؤية لها استکشافها في تنفيذ تصميمات غير مألوفة بصرياً لتوظيف القدرات التشکيلية المعتمدة على الخيال في مجال الإعلان وخلق حالة جديدة هدفها الوصول إلى لغة بصرية مختلفة.