للفنون الإسلامية طابعها المميز فقد نشأت الثقافة الإسلامية متکاملة ومتطورة في ظل العقيدة الإسلامية , وظلت هکذا تزدهر عصراً تلو الآخر حيث أنارت العالم بعد ظلماته , وعندما تبلورت الثقافة الإسلامية تحددت معها المظاهر التي صاغت الطابع الشرقي للفن الإسلامي . ويعتبر العصر المملوکي العصر الذهبي في تاريخ الفنون الإسلامية في مصر, ومازالت التحف الفنية الرائعة التي تزخر بها دور الآثار في العالم والتي ترجع للعصر المملوکي تشهد برقي الحياة الفنية وتقدمها في عصر المماليک , وتعد القيم التشکيلية الإيقاعية النابعة من التراث الإسلامي المملوکي دافعاً لتحفيز الإبداع التصميمي , وبرغم التنوع التشکيلي والشکلي والثراء الفني للفنون الإسلامية المملوکية إلا إنها لم تحظ بالقدر الکافي من الدراسات سواء من ناحية التحليل الفني أو الإستفادة من زخارفه وعناصره بصورة معاصرة في تصميم طباعة المعلقات النسجية .
ويهدف البحث إلي دراسة القيم الجمالية والفنية لنظم الإيقاع الشکلي من خلال دراسة نماذج مختارة من أعمال الفنون الإسلامية المملوکية للإستفادة منها لإبتکار رؤية تصميمية معاصرة تصلح لتصميم المعلقات النسجية المطبوعة لتحقيق الجانب التطبيقي للبحث .
تتلخص أهمية البحث في الإستفادة من القيم الجمالية والإيقاعية النابعة من الفنون الإسلامية المملوکية , وإستلهام تلک القيم التراثية کمصدر إبداعي وحافزاً للإبتکار القائم علي الأصالة والتميز والمعاصرة .
ويتبع البحث المنهج التاريخي من خلال دراسة تاريخية للفنون الإسلامية المملوکية بمصر , والمنهج الوصفي التحليلي من خلال دراسة وتحليل لنماذج من تلک الفنون , والمنهج التجريبي الذي يتناول التجارب الفنية التطبيقية والتصميمات المبتکرة .ومما سبق يمکن إستخلاص بعض النتائج أن للنظم التکرارية للفنون الإسلامية المملوکية إيقاعاً متميزاً يلهم الباحث بقيم جمالية وفلسفية متميزة , کما أن دراسة الفنون الإسلامية بوجه عام والمملوکية بوجه خاص تثري الحصيلة الإبداعية التي تميز عالمنا العربي والإسلامي الأمر الذي يستدعي مزيدا من الدراسات والبحوث .