ملخص البحث:
الطبيعة بکل أنماط الحياة فيها تحتوى على العديد من القيم الجمالية ،حيث تستمد الطبيعة جمالها من الجمال المطلق للذات الإلاهية ، تلک القيم الجمالية تنشأ من خلال مجموعة من الأسس الشکلية التى تبنى و تحدد الإطار العام الذى يقوم عليه هذا النظام الدقيق المکون للکائنات الطبيعية ويعتبر الأساس الحاکم لتوزيع العناصر البنائية المکونة لشکل تلک الکائنات فى الطبيعة .
والأنماط في الطبيعة هي مظاهر منتظمة للنموذج الموجود في العالم الطبيعي. تتکرر هذه الأنماط في سياقات مختلفة ويمکن في بعض الأحيان نمذجتها رياضيًا . والتکرار فى الطبيعة يفصح عن تکوينات العناصر و الکائنات المتنوعة ويؤکد أشکالها البصرية على شبکة العين ويظهر جمالها من خلال أبعاد فلسفية شکلية کالحرکة والتباين والتناغم والتناسب والتأکيد والوحدة ، ويهيمن التکرارکعامل موحد لهذة الأبعاد إن لم يکن من أهم العوامل الموحدة للتنوع المصاغ للعناصر الطبيعية .
وفى الفن و التصميم تماما مثلما فى الطبيعة ، فإن التکرار يبرز إمکانات العناصر الفنية داخل التصميم الداخلى من خلال تکرارها الإيقاعى وتنوعها المتباين و المتعاکس و المتناظر والمرکزى والذى يؤکد على الحرکة والإيقاع البصرى ، والتکرار يجعل المتأمل يکون نظرة کلية للأشکال المتکررة ، وإقامة العلاقة بين أجزائها و القيم الجمالية لهذة الأجزاء داخل التصميم .
وتبقى مهمة المصمم فى دراسة تلک البيئة الطبيعية دراسة وافية وواعية ، لاستنباط فلسفتها التصميمية و الإنشائية للکشف عن المبادئ و الاسس و الشکل و التکوين و عن الإيقاع الحرکى للکائنات ، و الإستفادة من تلک الأسس فى مجال تصميم الأثاث لإضافة تلک القيم الجمالية الطبيعية إلى التصميم فعملية التصميم من الناحية الوظيفية و الجمالية تحقق الراحة و الرفاهية .
لذلک نبعت فکرة البحث فى تحديد الأطر الفلسفية للقيم الجمالية التى تحويها الأنماط التکرارية فى الطبيعة والإستفادة منها فى عملية تصميم الأثاث .