تُسلط الدراسة الضوء على بعض المحاولات التي أُجريت کمؤشرات خاصة بمفهوم ومظاهر وأدلة وجود ظاهرة الانتحال والإنتزاع والابتزاز للحقوق بالاضافة إلى المعاني ذات الصلة التي ظهرت في المنشآت المعمارية والأثرية، فضلاً عن مفاهيم ومظاهر وأدلة تغيير معالم الحقيقة التي ظهرت من خلال مظاهر التحوير والتجريد والتحويل التي إنعکست بوضوح في بعض المنشآت التراثية وبالتالي سوف تظهر هذه المنشآت المعمارية في مظهرٍ أو شکلٍ آخرٍ کما ستعکس وتُظهر منهجية أخرى بخلاف الفکرة الأصلية والوظيفة والغرض الإنشائي الأصلي. وقد ظهرت ملامح التغيير والتعديل والتحويل على بعض المنشآت المعمارية کما ظهرت أحياناً محاولات الانتحال في العمارة الاسلامية من خلال مظاهر التعدي غير المشروع للافکار أو للأغراض الوظيفية وظهورهم في شکل آخر أو بمنهجية أخرى غير الفکرة أو الغرض الإنشائي الأصلي، ويُعَّد الإنتهاک والتعدي غير القانوني للأفکار والمفاهيم أو ما يُمکن تسميته بظاهرة الإنتحال مظهرًا من مظاهر التغيير في معايير ومعالم الحقيقة والواقع الفعلي والغرض الإنشائي الأصلي، وهو أيضاً يُمثٍّل جانبًا من جوانب انتهاک حقوق الآخرين ومؤشر إلى إدعاء أو حيازة غير مشروعة وتعدي على حقوق المالک وصاحب الحيازة الأصلي للمنشآت، وقد يدل الانتحال على مظهر لإدعاء أو لتملک غير شرعي لشخص ما بدون اعتراف بحق المالک وصاحب الحق الاصلي، وکان الصراع السياسي على السلطة والحکم بالاضافة إلى تحقيق المجد الشخصي للبعض من أهم أسباب الانتحال أو تغيير معالم الحقيقة والواقع الفعلي وقد إتضحت مظاهر الإنتحال للمنشآت المعمارية وإعادة نسبتها إلى شخص آخر غير مؤسسها الأصلي کما ظهرت محاولات الإنتحال للأغراض الإنشائية بقصد طمس معالم الحقيقة والواقع الفعلي وتعديل وتبديل الأغراض الوظيفية وتغييرها لکي يتم طرح البديل الذي يخدم غرض آخر لشخص أو حاکم أو لمؤسسة. وستتضح منهجية البحث من خلال دراسة مقارنة لتلک المفاهيم لايضاح الفروق البينية والتمايز من خلال دراسة تطبيقية على بعض النماذج المُختارة من الطرز المعمارية للمنشآت التراثية وذات الطابع التاريخي بصفةٍ عامةٍ والمنشآت الأثرية بصفةٍ خاصةٍ.