لقد اصبح التغير والتجديد المستمر سمة من سمات عصرنا الحديث، حيث اصبح الانسان لديه رغبة دائمة في تغير وتجديد کل ما حوله لما يضيفه عليه من تأثير سيکولوجي وفسيولوجي يجعله أفضل على کلى المستويين.
وقد لاحظنا ذلک في الإتجاهات المعمارية الحديثة التي إتبعت فکرة التغيير في التشکيل عن طريق الحرکة، حيث تناولت نوعين من الحرکة إما موضوعية في المجال المرئي، أو ذهنياً في عملية الإدراک، فالحرکة الموضوعية ( الديناميکية) تعتمد على التقدم التکنولوجى في ابتکار اساليب وتقنيات تساعد المصمم في الوصول إالى الحرکة التي يتخيلها للمبنى وکيفية التحکم في ذلک، أما بالنسبة للحرکة الذهنية (الإستاتيکية) فهى تنتج من قدرة المصمم بالتلاعب بالکتل والعناصر التشکيلية والتي تخلق جو من الحرکة بصورة مختلفة مما يضفى جانباً جمالياً وإيقاعاً ذهنيا على المتلقى. ومن هذا تظهر أهمية الجانب الإدراکى للبعد الرابع في التصميم وما يعکسه من مدلولات نفسية وبيئية وجمالية على المتلقي مما سيرفع من جودة التصميم بإستخدام فکر الحرکة لإيجاد تکوين معماري يتسم بالحيوية والتفاعلية والذي سيکون له مردوده المباشر على التصميم الداخلى وهذا ما سيسعى إليه البحث للوصول إليه وتوضيحه.

ومن خلال التعرف على مفهوم البعد الرابع وتأثيره على الجانب الإدراکي لدى المستخدم للفراغ الداخلي والمبنى بوجه عام، والذي سيظهر من خلال سرد البحث لمجموعة من النماذج التي توضح أشکال الحرکة المختلفة وتأثير ذلک على فلسفة الحرکة من خلال الجانب الإدراکي للمتلقي وما لتأثيره على الجوانب السيکولوجية والفسيولوجية للانسان داخل الفراغ کمستخدم وخارجه کمتلقي . الأمر الذي سيصل بنا إلى مجموعة من النتائج من أهمها تأثير الحرکة على المستخدم والفراغ والعناصر التي يحويها الفراغ وکيفية تحليل شکل الحرکة في التصميم تحقيقاً لفلسفة الحرکة.