من دون شک ، غير التصوير الفوتوغرافي وجه الفن الحديث ، يندهش الکثيرون من إرتباط المدرسة التأثيرية (الانطباعية ) في الفن بالفوتوغرافيا ، لأنها لا تبدو في مظهرها کصورة فوتوغرافية من حيث اهتمامها بالتفاصيل والاعتماد على المشاهد اليومية فهي لا تحاکي الواقع.لکن تاريخياً ، هناک علاقة وثيقة بين الفوتوغرافيا الفنية والمدرسة التأثيرية، کلاهما معاصر لبعضهما ، وکلاهما اعتمد على الابتکار التکنولوجي الذي يسجل الحرکة، فمع اختراع التصوير أطلق سراح الرسامين من الاضطرار لحصر مواهبهم في اللوحات التي تطلبها الکنيسة أو النبلاء ، وخرجوا للرسم في الهواء وتسجيل الحياة اليومية للناس العاديين.علي الصعيد العلمي ، أجريت التجارب عن الطيف اللوني ‘واخترعت کاميرا کوداک المحمولة وأنبوبة الطلاء عام 1841 ،مما مکن الرسامين من استخدام التأثيرية في صورهم .
يستکشف البحث علاقة الفوتوغرافيا بالفن التشکيلي وتأثير کل منهما علي الأخر ، کما يبحث في نقطة التحول التي دعت الفوتوغرافيين للتحول للشکل التأثيري ، وعبر قراءة لأعمال مصورين معاصرين يستکشف البحث التقنيات الفوتوغرافية الموظفة لإنتاج صورة تأثيرية .
تتمحور مشکلة البحث في عدم تصنيف الفوتوغرافيا الفنية عامة وتحديد مدي إرتباطها بالمدارس الفنية المختلفة ، مما يتسبب في عدم تحديد ملامح الفوتوغرافيا التأثيرية ولا دراسة أساليب إنتاجها والتقنيات المستخدمة فيها، وعدم القدرة علي تحليلها ونقدها .
تکمن أهمية البحث في التساؤل کيف نحصل علي ذات التأثيرات الانطباعية في صورة فوتوغرافية ،مما يمنحنا فهم لسمات التأثيرية الفوتوغرافية والتمييز بينها وبين المدارس الفنية ويمکننا من فهم التقنيات الفوتوغرافية التي تمنح الصورة المظهر التأثيري
نهدف لتحديد سمات الفوتوغرافيا التأثيرية ودراسة التقنيات المستخدمة في إنتاج الصورة التأثيرية وتحليل التطورات التي طرأت علي أساليب إنتاجها وتحليل أهم أعمال الفوتوغرافيين التأثريين