تُعد المدرسة التجريدية مدرسة لها سماتها الفنية الخاصة، التي انعکست على مختلف الفنون ومنها فن الفوتوغرافيا. حيث هناک علاقة وثيقة بين التصوير الفوتوغرافي والفن التشکيلي ويمکن القول أن التصوير الفوتوغرافي خرج من رحم الفن التشکيلي. شَکل التصوير الفوتوغرافي وتطوراته المتلاحقة عاملاً مهماً في تطور الفن التشکيلي بشکل عام. ولايمکن دراسة تطور الفن عبر مراحله المختلفة دون ذکر اثر التصوير الفوتوغرافي في الرسم والرسامين. تکمُن مشکلة البحث في معرفة المدخل الفکري المنظور الذي يمهد لقراءة الصورة الفوتوغرافية التجريدية، وکيف يمکن للفوتوغرافيا التي تنقل الواقع نقلا أمينا أن تنقله مجرداً من تفاصيله الدقيقة؟، ومدى نجاح الفوتوغرافيا فى تجريد موضوعاتها المصورة وبناء قيم تشکيلية من خلال عناصرها وکيفية إنتاجها وقراءتها وتأثيرها على المُتلقي . کما يهدف البحث إلى التعرف على سمات مدرسة الفوتوغرافيا التجريدية وروادها، والإشارة إلى مداخل فهم وقراءة الفن التجريدي، وکذلک تقديم تمهيد نظري وتحليل نقدي عن الصورة الفوتوغرافية التجريدية. تتجلى أهمية البحث بوصفه يُسلط الضوء على التجريد الفني وکيفية بنائه وتجسيده في الصور الفوتوغرافية، وکذلک انه يفيد الدارسين والعاملين في مجال الفوتوغرافيا في کليات ومعاهد الفنون والمؤسسات الفنية. يفترض الباحث أن عدسة المصور الفوتوغرافي وفرشاة الرسام ما هما إلا مجرد أدوات للنقل ووسائل فنية عبر اللوحات المختلفة والمدارس الفنية المتعددة، وأن المصورين العرب والمحليين (المصريين) استطاعوا التعبير بعدساتهم في إبداع صور فوتوغرافية تجريدية. واعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي لتحليل الأعمال الفوتوغرافية التجريدية التي أبدعها الرواد، وکذلک تحليل الأعمال الفوتوغرافية التجريدية للفنانين الفوتوغرافيين المعاصرين من العالميين والمحليين من المصريين. وتوصلت الباحثة أن الفوتوغرافيا التجريدية يمکنها أن تتخذ الکاميرا بديلا عن الفرشاة لإنتاج التجريدية الهندسية. وکذلک الفوتوغرافيا التجريدية يمکن تنفيذها بدون استخدام الکاميرا، بتقنية الفوتوجرام. والتقنيات الرقمية ساعدت على إنتاج لوحات فوتوغرافية تجريدية ويسرت للفنان الفوتوغرافي وقته وجهده. کما واکب عدد من الفنانين الفوتوغرافيين المصريين الاتجاه التجريدي وکان لهم إنتاجهم المميز. وتوصي الباحثة بضرورة التعرف على الفن التجريدي للدارسين والعاملين في مجال الفوتوغرافيا في کليات ومعاهد الفنون والمؤسسات الفنية بشکل أکبر ، وکذلک ضرورة معرفة ودراسة مواصفات وتأثيرات الصورة الفوتوغرافية التجريدية على المُتلقي وردود أفعالهم نحوها.