لقد کانت اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة هى حلم البشرية منذ زمن بعيد ، وقد وصف السير توماس مور في عام 1516 کلمة "يوتوبيا" بأنها جزيرة خيالية يعيش مجتمعها صورة متکاملة لعالم مثالى ، ومنذ ذلک الحين أصبحت "اليوتوبيا" نوع من الاختزال عن مکان مثالي . ولطالما کانت اليوتوبيا تحمل خيالاً ثوريا أثر بالفعل على مدار مراحل التاريخ المختلفة ؛ فکانت هى الدافع وراء الحضارات مفيضين عليها من عصارات الفکر والإبداع وخلاصات العلم والتقنية ؛ بحيث تضيف إلى سعادة البشر ورفاهيتهم . ونتيجة للتراکم المعرفي تطور مفهوم اليوتوبيا Utopianism وأصبحت تهدف إلى إصلاح ما هو موجود في ضوء الممکن بخلاف ما کانت عليه اليوتوبيا من سعيها لخلق واقع جديد ذو قيم مبالغ في مثاليتها وکانت تنشد اللاممکن ، وإن مهمة المصمم أن يصنع رؤية لعالم أفضل ، وأن عمق التصميم ينبع من المثل العليا وکيف يکون أکثر مسئولية وإحساساً وإدراکاً ورأفةً بالبشر أو قاطنى المکان ، حيث کان المصممون يعتقدون بأن مبانيهم يمکن أن تساعد في حل مشاکل العالم . فقد تحولت اليوتوبيا إلى رؤية فلسفية واجتماعية للعمارة والبيئة الداخلية وبنيتها التحتية وإعادة تشکيلها بما يخدم آليات التنظيم الاجتماعي والسيطرة السياسية وکل ما يعتبر بمثابة "حياة أخلاقية" . ولکن الوجود التکنولوجي الراسخ فى عالم اليوم مقابل التدمير البيئي غير المسبوق ربما يکون من الصعب مواجهتها في کثير من الأحيان ؛ وذلک مع تغير المناخ العالمي الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار وأزمات الطاقة ومشکلة الزيادة السکانية من بين قضايا أخرى کثيرة ، ومن الضرورى الآن إعادة التفکير فى مدننا وبيئاتنا المبنية ووضع الرؤى اليوتوبية لعالم فاضل تحل فيه جميع تلک المشکلات والقضايا المجتمعية ... ومن الممکن أن تصبح يوتوبيات اليوم وقائع الغد ...