الفن البصرى Optical Art والمعروف بمصطلح Op-Art هو إحدى الحرکات الفنية التى ظهرت فى أواخر القرن العشرين ، وهو يتميز بعلاقة بصرية خالصة بين المتلقى والعمل الفنى ويهدف إلى إحداث تغيير فى الإدراک البصرى للمشاهد عن طريق التباين أو تداخل الألوان والأشکال ، وکانت هذه الحرکة الفنية ذات طبيعة علمية إلى جانب کونها فنية ، فقد مزج الفنانون قواعد علم الرياضيات والهندسة وعلم الفسيولوجى وعلم النفس وإبتدعوا أعمالا فنية مميزة تقوم على الخداع البصرى وما تترکه من أثر فى عين المتلقى وإيهامه بوجود عمق أو بروز أو حرکة أو تناقض بصرى على إختلاف رؤى فنانيها الفنية .
يعتبر فن الخداع البصرى من الإتجاهات الفنية التى إهتمت فى المقام الأول بالإحساسات البصرية وما تترکه من أثر فى عين المشاهد ، فلقد إعتمد هذا الإتجاه على دراسة نتائج نظرية الجشطلت التى أکدت على أن "الإحساس بالأشکال يتم عن طريق النظام المنطقى للصور المختلفة التى تتلقاها الحواس وتدرکها إدراکا کليا أو جزئيا بالحذف والإضافة حسب طبيعة المجال الذى يحيط بالعمل الفنى" ، ولذلک فإن لکل من اللون والشکل والمکان والمساحة طبيعة خاصة فى عملية الإدراک .
ولأن العنصر البصرى يلعب دورا أساسيا فى مجال تصميم الإعلان ، ولما لفلسفة الفن البصرى من إضافة فنية ، لذلک ترى الباحثة أن فنون الخداع البصرى يمکن إستثمارها عن طريق توظيف الفراغ بشکل إيجابى لوضع رؤية تصميمية جديدة يمکن تطبيقها فى مجال الإعلان المعاصر الموجه إلى الجمهور المصرى وکذلک العالمى ، إستنادا على أن القدرات الذهنية الإستيعابية للجمهور قد شهدت طفرة غير مسبوقة مع الثورة التکنولوجية وخاصة فى مجال الإتصال البصرى ، وأصبح المتلقى يتعرض لمثيرات بصرية متنوعة مما يجعله مؤهلا لإستيعاب إعلان يقوم فى تصميمه أو فکرته أو معالجته الجرافيکية على أحد فنون الخداع البصرى .