يعتمد الإعلان الفيروسي على تفاعل المتلقي الرقمي مع الإعلان؛ الذي يساعد على وصول الإعلان لأکبر عدد من الجمهور. وفي سياق البيئة الرقمية - مثل موقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوک" - تتدرج مستويات تفاعل المتلقي الرقمي مع الإعلان بدايةً من قيامه "بالنقر" على الإعلان، ومروراً بإبداء "الإعجاب" به و"التعليق" عليه، وصولاً إلى قيامه "بمشارکة" الإعلان مع الآخرين. وهذا المستوى الأخير هو أعلى مستويات تفاعل المتلقي الرقمي من حيث فاعلية التأثير على النجاح الفيروسي للإعلان.
وبالبحث وراء أسباب قيام الفرد بمشارکة محتوى مع الآخرين؛ توصلنا إلى أن المشارکة الاجتماعية تحرکها الإثارة العاطفية التي تلي التعرض لمعلومات تتحدى معتقدات وتوقعات الفرد. کما أن المفاجأة – التي تنشأ من مخالفة التوقعات - هي مفتاح الإنتشار الفيروسي لأي محتوى.
ومن ناحية أخرى، بالبحث وراء الإعلان الذي يتناقض مع توقعات المتلقي؛ توصلنا إلى أنه يحفز المتلقي مقارنةً بنظيره الذي يتوافق مع توقعات المتلقي، والذي يؤدي توقعه إلى ضعف وَقع تأثيره عليه.
ومن هنا تتجلى أهمية الوصول إلى أشکال مختلفة لتناقض الإعلان مع توقعات المتلقي؛ ومن ثم تتبع تأثيرها على مستويات تفاعل المتلقي الرقمي مع الإعلان کمؤشرات للنجاح الفيروسي له، معتمدين في هذا البحث على کل من نظرية البث العاطفي للمشارکة الإجتماعية ونظرية التناقض مع المخطط العقلي.
يتبع البحث المنهج الوصفي متبوعاً بدراسة تحليلية لبعض نماذج لإعلانات فيروسية معتمدة على التناقض. وتوصل البحث إلى أشکال عديدة للتناقض التي يمکن توظيفها بالإعلان؛ والتي ينتج عنها مفاجأة من خلال تناقض الإعلان مع توقعات المتلقي. کما توصل البحث إلى أن تناقض الإعلان مع توقعات المتلقي يؤثر إيجاباً على موقف المتلقي تجاه الإعلان وتقييمه الإيجابي له؛ ومن ثم تفاعله الرقمي معه ونجاحه الفيروسي.