يعد المسجد العتيق بمدينة درنة من أبرز الاثار الاسلامية في ليبيا، والذي يقع في حى البلاد وسط المدينة القديمة بمدينة درنة ، والذي شَيده الحاج محمد بن الحاج محمود باي القرمانلي عام 1081هـ/1663م، وهو من مواليد مدينة درنة وقد عين "محمد باي" حاکماً على درنة وبنغازي في أواخر العصر العثماني الأول في الفترة (1081 – 1108هـ/1670– 1696م).
سمى هذا الجامع بالجامع العتيق لکونه أقدم مساجد مدينة درنة، کما عرف بجامع الباي نسبة إلى منشئه محمد باي، کما سمى بالجامع الکبير وذلک لکبر مساحته وضخامته وفخامته من جهة وکونه أکبر معالم المدينة من جهة أخري، کما عرف أحياناً بجامع البلاد لوقوعه في حي البلاد.
وترجع أهمية المسجد إلى ضخامته وفخامته وقبابه وأعمدته الرخامية، بالإضافة إلى کبر مساحته حيث يتسع لنحو 2000 مصلي، کما تجلت فيه متانة البنيان، ودقة الهندسة وجمال فن المعمار الإسلامي، کما أنه يمثل مزيجاً بين الطراز الوافد في عمارة المساجد في العصر العثماني والطراز المحلى حيث يتبع المسجد طراز المسجد غير التقليدي(ذي الأروقة دون الصحن)، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط مقسمة إلى سبع أروقة وست بلاطات عمودية وموازية لجدار القبلة. تنطلق من أعلاها عقود نصف دائرية عمودية وموازية لجدار القبلة قسمت مساحة السقف إلى اثنين وأربعين مساحة مربعة، غُطيت کل مساحة بقبة ضحلة (على الطراز الأغلبي) تعتمد على الحنايا الرکنية ، وهي بسيطة وتخلو تماما من الفتحات ومن أية زخارف.
ويشتمل الجامع على مئذنة تقع في الطرف الشرقي من الواجهة الشمالية للجامع وهي عبارة من قاعدة مربعة المسقط يعلوها بدن مثمن يليه ممر نتج عن تراجع الطابق الثالث للمئذنة استعيض به عن الشرفة وذلک لوقوف المؤذن، يحيط هذا الممر بجوسق المئذنة وهو اسطواني الشکل ، يتوجه قمة مخروطية على هيئة قمم المآذن العثمانية المدببة (القلم الرصاص)، تنتهي بالقائم المعدني والهلال. کما وجد به (منبر من خشب السناج) نقشت حواشيه وجوانبه بنقوش بديعة .
يهدف البحث إلى دراسة ونشر هذا المسجد لأول مرة ويتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي