شهد العالم في السنوات الأخيرة طفرة في التواصل الإجتماعي من خلال فضاء إلکتروني إفتراضي إستطاع أن يمزج بين الثقافات المختلفة وأن يلغي کل الحواجز، وذلک بواسطة شبکات مواقع التواصل الإجتماعي المتعددة والتي أثرت بشکل کبير على المجتمع.
وقد أصبح إعلان مواقع التواصل الإجتماعي أحد العوامل المؤثرة بشکل محوري في تغيير القيم الثقافية والإنسانية والإجتماعية في المجتمع، من خلال دوره التعليمي الکبير وتأثيره الواسع الذي يصل إلى فئات متعددة من مختلف شرائح المجتمع، وقد ساعدت سهولة تبادل المعلومات والخبرات من خلال مواقع التواصل الإجتماعي على زيادة الرصيد الثقافي والفکري للمتلقي، من خلال الرسائل الإعلانية التي تحمل قيم إيجابية تسهم في توجيه سلوک أفراد المجتمع.
يقدم إعلان مواقع التواصل الإجتماعي نوعين من الرسائل الإعلانية، الأولي هي الرسالة المباشرة التي تروج للسلع والخدمات المعلن عنها، والثانية هي الرسالة غير المباشرة التي تقدم السلوکيات والقيم المتعددة وأسلوب الحياة، والتي تشکل القيم الإيجابية التي يسعى الإعلان الجيد لنشرها وتحقيقها في المجتمع، مما يجعلها قيمة مضافة للإعلان.
من ناحية أخرى، تعتبر الثقافة جزء لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية، فلا وجود للمجتمع الإنساني بدون ثقافة، ولا وجود للثقافة بدون مجتمع إنساني، فالعلاقة بينهما تبادلية جدلية، ومن هنا يأتي الدور المحوري لسوسيولوجيا الثقافة في المجتمع، من حيث تحليل طبيعة العلاقات والترابطات بين أنماط الإنتاج الفکري الثقافي في المجتمع والياتها وتفاعلاتها على کافة مستويات أفراد المجتمع، وبين البنية الإجتماعية بکل أبعادها.
وبالتالي، هناک تأثير تبادلي بين سوسيولوجيا ثقافة المجتمع وبين إعلان مواقع التواصل الإجتماعي، فکلا منهما يؤثر في الأخر، ففاعلية الإعلان، ولا سيما إعلان مواقع التواصل الإجتماعي، لم تعد محدودة في نجاحه في الترويج للمنتجات والخدمات، ولکن أصبحت مرتبطة بقدرته علي التأثير علي الجمهور المتلقي بما يحققه في تغيير مستوي القيم والاتجاهات والسلوک وذلک بتعزيز الأفکار الثقافية والقيم.