لا يخفى على المهتمين في مجال تدريس التصميم على مستوى الکليات الفنية أهمية مسألة الإبداع في نتاجات الطلبة کمؤشر دال على تحقيق الهدف المرجو من عملية تعليم التصميم. و يعتبر التدريس في حد ذاته نشاط مهني يتم إنجازه من خلال عمليات متسلسلة تعتمد على التخطيط والتنفيذ والتقويم والتطوير, ويستهدف مساعدة الطلاب على التعلم. کما يعتبر هذا النشاط قابل للتحليل والملاحظة والحکم على جودته, ومن ثم تحسينه (التغذية الراجعة).
و لما کانت عملية التصميم هي مجموعة من الخطوات التي يقوم بها المصمم للتوصل لحل المشکلة التصميمة المراد دراستها، فإن العملية الإبداعية هي من أهم الوسائل للتوصل إلى أفکار و حلول جديدة أکثر فاعلية و أنسب تنفيذاً و أعلى قيمة جمالية وهو ما يتطلب جوهر العملية التصميمة في الحياة. ولذلک فإن العملية التصميمية غير قادرة على خلق عمل تصميمي يتسم بإلابداع والإبتکار والتأثير والإقناع، إن لم يکن وفقاً لخطوات و إطار منهجي لعملية تدريس التصميم. من هنا کان لابد من الدراسة والبحث في عملية التدريس و التصميم والتفکير الإبداعي و الاستراتيجيات المتبعة في هذا الإطار، بغية التوصل إالى إطار إستراتيجي ممنهج يستطيع به الممارس لعملية التدريس في مجال التصميم الداخلي إستخدامه لخدمة العملية التدريسية و تحقيق هدف تعزيز الفکر الإبداعي لدى الطلبة و من ثم تحسين جودة الحياة.
و لتحقيق أهداف البحث تم تطبيق استراتيجيات التدريس المقترحة على طلبة الفرقة الثانية/ قسم التصميم الداخلي و الأثاث / کلية الفنون التطبيقية /جامعة السادس من أکتوبر، وفقاً لإستبيان إستکشافي لقياس أثر تطبيق هذه الاستراتيجيات على تطوير مهارات الفکر التصميمي لدى الطلبة بشکل عام و تحفيز مهارات الفکر الإبداعي بشکل خاص. و قد أوضحت النتائج أن هناک استراتيجيات مناسبة للمراحل الدراسية الأولى، مع بناء قاعدة استراتيجية قائمة على الإبداع يتم دعم ممارستها في المراحل الدراسية المتقدمة.