يهتم هذا البحث في التعرف على جميع الأنماط الفخارية والخزفية العائدة إلى الفترات التاريخية الإسلامية والمکتشفة -حتى وقتنا الراهن- في المواقع الأثرية بالمملکة العربية السعودية. ويظهر جليًا قيام العوز العلمي عند الباحثين والدارسين لتوافر مسح علمي موثق لأنواع وأصناف وأنماط الفخار والخزف الإسلامي-السطحي والطبقي- المکتشف في أراضي المملکة العربية السعودية. ومما لا شک فيه، أن توافر هکذا دراسة ستساعد في تعزيز الدراسات التحليليلة المقارنة الخاصة بالفخار الإسلامي.
وتکمن مشکلة البحث في قلة البحوث العلمية الموجهه بصفة خاصة إلى حقل دراسات الفخار والخزف الإسلامي؛ وعدم توافر الأوعية العلمية للباحثين قد يکون من أحد الأسباب وراء ذلک.
ويهدف هذا البحث إلى رصد وتوثيق وتصنيف ما عثر عليه من أنماط فخارية وخزفية تم نشرها بصيغ تقارير وبحوث ودراسات علمية کنتيجة مباشرة للمسوحات والحفريات الأثارية المنفذة في المملکة العربية السعودية.
تمت معالجة موضوع هذا البحث وفقًا للمحاور العلمية الآتية، وهي:
أولاً: الفخار في العهد النبوي وعصر الخلفاء الراشدين (رضوان الله عليهم أجمعين):
ثانيًا: الفخار الأموي.
ثالثًا: الفخار العباسي غير المزجج.
رابعًا: الفخار العباسي المزجج.
خامسًا: الفخار والخزف المملوکي والعثماني.
تأتي المصنوعات الفخارية منذ ظهور المدنيات الحضارية على وجه البسيطة في أولوية النشاطات الاقتصادية للإنسان، وبروز ظهور الآنية الفخارية في جميع حضارات العالم تُعَدُّ سمة حضارية تحمل في طياتها جوانب عدة ومتباينة يستشف منها مؤشرات قوية لأوضاع الحياة الاجتماعية والاقتصادية والروحانية للمجتمعات القديمة. وللجزيرة العربية في مختلف عصورها التاريخية، القديمة والإسلامية، شهرة واسعة لاحتوائها على حواضر کثيرة شکّلت في مجملها مراکز صناعية وإنتاجية معاً وبؤر تصدير لهذه الصناعة الحيوية آنذاک؛ ومن ضمن هذه الحواضر والمراکز العربية الإسلامية المشهورة على سبيل المثال لا الحصر: مدينة صنعاء، ومدينة حيس، ومدينة صعدة، ومدينة نجران، ومدينة جُرَش، ومدينة الطائف، ومکة المکرمة، والمدينة المنورة، إضافة إلى شهرة أقاليم الجزيرة العربية الأخرى کإقليم اليمامة وإقليم البحرين (شرق الجزيرة العربية) في هذا المجال الصناعي الحيوي.