هناک إرتباط بين الفوتوغرافيا الفنية واتجاهات الفن التشکيلي المعاصرة، ومنها المفاهيمية، ويسعى البحث لإيضاح الفکرالمفاهيمي والفوتوغرافيا المفاهيمية، وإمکانيات التقنيات الرقمية لإنتاج الصورة لتحقيق الصورة الذهنية بخيال الفنان الفوتوغرافي، وکذلک التعريف برواد الفوتوغرافيا المفاهيمية وفنانيها المعاصرين. کما يهدف البحث إلى التعرف على سمات الفوتوغرافيا المفاهيمية والکشف عن جماليات المضمون فيها من خلال الفکرة والموضوع والتعبير باستخدام الفوتوغرافيا. وتعميق الجانب المعرفي للمصور الفوتوغرافي للاستفادة بإمکانات التقنيات الرقمية لإنتاج الفوتوغرافيا المفاهيمية کما يهدف إلى التأکيد على مقومات التشکيل الفوتوغرافي المفاهيمي في ضوء تصميم العناصر ومفردات لغة الصورة الفوتوغرافية، والتفرقة بين الفوتوغرافيا المفاهيمية وما يشبهها من المعالجة البصرية للمدارس الأخرى کالسيريالية.
يفترض البحث أن إمکانات التقنيات الرقمية للتصوير الفوتوغرافي تتيح سهولة تنفيذ الأفکار المفاهيمية کما يمکن تحليلها تحليلا فلسفياً مفاهيمياً، وکذلک التصوير الفوتوغرافي کوسيط مادي يناسب التعبير عن المخرجات الإبداعية للمدرسة المفاهيمية. من خلال المنهج الوصفي للإطارالنظري، ويمکن وصف کيف تحقق الصورة الفوتوغرافية المبادئ المفاهيمية وتحليل بعض الأعمال الفوتوغرافية المفاهيمية. ثم اختبار فروض البحث، وإجابة أسئلته وتسآؤلاته بتحليل نتائج الإستبيان .
وقد توصلت الباحثة أنه تشابهت الهيئة البصرية لصور المدارس الفنية الفوتوغرافية المعاصرة، في ظل التقنيات الرقمية، وأن التقنيات الرقمية أغنت بدقتها وقدرتها على التحکم في جميع العناصر البصرية بالصورة وتأثر بعض فناني الفوتوغرافيا المصريين بالفن المفاهيمي ، وأن التصوير بصيغة ٌ RAW تتيح للفنان الفوتوغرافي القدرة الفائقةعلى التحکم في جميع عناصر اللغة البصرية الفوتوغرافية، بما يلائم رغبات الفنان الفوتوغرافي ويحقق رؤيته، کما تعتبر المدرسة المفاهيمية تطورا وامتدادا للرؤية الدادية في الفن الفوتوغرافي. بالرغم حداثة الفکر المفاهيمي وتطوراتجاهاته ونزعاته الفنية ، إلا أن هذا الاتجاه قد کان له صدى في فن الفوتوغرافيا بمصر، وانتمى إليه عدد من الفنانين الفوتوغرافيين المصريين (الفنانة ساره مصطفى کامل نموذجا). وتوصي الباحثة بضرورة ربط دراسة الفوتوغرافيا بالمدارس الفنية الحديثة ، وکذلک ضرورة قيام الباحثين في مجال الفوتوغرافيا البحث عن الحلول التي يمکن ان تصادف الکثير من المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي ليتمکنوا من تحقيق رُؤياهم الفلسفية من حيث الشکل والمضمون المفاهيمي.