تعد الملابس واحدة من العناصر التشکيلية الهامة التى تدخل ضمن مکونات تشکيل الصورة فى أفلام الرسوم المتحرکة ، کما تعد جزء من التعبير الجمالى والدرامى وذلک لأن الملابس بتصميماتها وألوانها وخامتها وملامسها تؤدى جملة من الوظائف التى تعزز من قيمة الدور وصدقة وأحداثة ، فالملابس فى العمل الفنى تعتبر مرجعاً تاريخياً أو وثائقياً أو إجتماعياً ، کما أنها تعبر عن إرتباط الشخصية الکرتونية بالبيئة والتاريخ من خلال أحداث أعيدت صياغتها فى عمل درامى له أبعاد ورؤى بعينها من منظور مبدع لهذه الصياغة الدرامية ، ومن هنا تترک الملابس الإنطباع الأول لدى المشاهد عن هوية الشخصية الدرامية "الکرتونية" ،،، ونظراً لما تحملة الملابس فى طياتها من مدلولات ومعانى ومضامين کثيرة يستخدمها کلاً من مصمم الملابس ومصمم الرسوم المتحرکة فى مخاطبة عقول المشاهدين بمختلف أعمارهم وتحريک مشاعرهم فى إتجاهات معينة ليندمجوا مع العمل الدرامى ، وذلک للوصول الى تحقيق الأهداف المرجوة من تصميمها داخل العمل الفنى "القصة" وإحداث الأثر المطلوب على المشاهد ، وخاصةً وأن أفلام الرسوم المتحرکة "الأنيميشن" لم تعد مقصورة على الصغار فقط ، فتطور التکنولوجيا المستخدمة فى صناعة هذه الأفلام بالإضافة إلى تطور أساليب الکتابة والإبداع فيها جعل منها ذات أثر هائل وکبير تترکه ورائها ، مما أدى إلى أن يتعلق کثيراً من المشاهدين "الأفراد" على إختلاف أعمارهم بهذه النوعية من الأفلام "أفلام الرسوم المتحرکة" .
لذا إن الإعداد الجيد لملابس الشخصيات الکرتونية فى فيلم الرسوم المتحرکة يعد من أهم الخطوات الرئيسية التى يعتمد عليها فى العمل الفنى السينمائى ، لذا ينبغى أن تحتوى ملابس القصة "الفيلم" على خصائص الفن الذى ستقدم من أجله ، حتى يتثنى الخيال صفة واقعية .
ويعتقد البعض أن الملابس "الزى" التي ترتديها الشخصيات الکرتونية داخل أفلام الرسوم المتحرکة يجب مطابقتها التاريخية لکل دور يمثل حقبة فحسب ؟ لکن الصواب هنا انطباق مقولة " الشکل المحتوى ".