يشهد مجال التصميم الداخلى والأثاث- شأن غيره من المجالات الأخرى- ما أحدثته العولمة والانفتاح على العالم الخارجى من تأثيرات، وما تبعها من انبهار بکل مُعطياته، وما أعقب ذلک من تقليد أعمى فى ظل تعدد الاتجاهات التصميمية والمبادئ التى تُبنى عليها، مما جعل المصمم الداخلى يلهث وراء الشکل تارة، ووراء المضمون تارة أخرى، وذلک لعدم وجود تصور واضح لمنظومة العملية التصميمية، ولغياب الوعى بأرکان تلک المنظومة.
وهنا تبرز المشکلة البحثية فى التساؤلات الآتية: کيف تنتج الأفکار الإبداعية فى التصميم؟ وما هى أرکان منظومة العملية التصميمية، وما مدى أهمية الفکرة التصميمية بها؟ وبمعنى آخر، فى ظل التقدم العلمى الحالى- هل أصبح للخامات الحديثة وتقنيات استخدامها دور استباقى أدى إلى تراجع أهمية الفکرة التصميمية، أم تظل هى الأهم فى العملية التصميمية؟ ومن هذا المُنطلَق يهدف البحث إلى تنمية الحس الإبداعى لدى طالب التصميم والعمل على اتساع مدارکه عن طريق التعرف على "الفکرة التصميمية" بوصفها جوهر العملية التصميمية، واستعراض تطبيقاتها فى التصميم الداخلى والأثاث. وترجع أهمية البحث إلى أنه يساهم فى بناء إطار نظرى شامل حول الفکرة التصميمية، وتناول کل ما يتعلق بها من دراسات، وخاصةً فى ظل وجود قصور فى المقررات الدراسية التى تهتم بدراسة الفکرة التصميمية فى حد ذاتها، وهو الأمر الذى قد يُضعف من تميز المنتج التصميمى النهائى، مما يساعد المصمم على تحقيق إبداعاته بأسلوب علمى مدروس، بدلاً من هذا الانسياق اللا واعى نحو الجديد. ويفترض البحث أن الإبداع التصميمى وظهور الاتجاهات الحديثة فى التصميم الداخلى والأثاث يستدعى الإلمام بطبيعة الفکرة التصميمية والدراسات المتعلقة بها.
ويتبع البحث المنهج الاستقرائى الاستنباطى، والمنهج الوصفى التحليلى. وأخيراً يتم عرض نتائج وتوصيات البحث، والمراجع العربية والأجنبية.