ملخص البحث:
أنتجت الأعمال الدرامية لغة بصرية خاصة بها، لها مفردتها وقواعدها وأساليبها، استطاعت من خلالها تخطى حاجز اللغات المحلية فالتکوين، الإضاءة والظلال، اللون، الحرکة داخل اللقطة، العدسات، أحجام اللقطات، وحرکة وزاويا الکاميرا هى مفردات لغة الشاشة للدراما النفسية، التى تکون اللقطة التى تعتبر هى الوحدة الأولية أو الصغرى للمشهد، ومن تراکب لقطة مع أخرى من خلال المونتاج، تتکون المشاهد، وجمال اللقطة وانسيابها أو تصادمها مع اللقطة التالية وطولها أو قصرها ومدى السرعة أو البطء والمشاعر المتضادة التى تتضمنها هذه اللقطات تنتج معنى ما يُشرک مديرى التصوير والمشاهد معه فى استنتاج هذا المعنى فيصبح دوره إيجابياً فى عملية التلقى وتشکل فى الوقت نفسه قنوات الاتصال بينه وبين المشاهد عبر السمع والبصر معاً.
مدير التصوير هو المسئول عن بناء المنهج البصرى الذى يشکل من خلاله العمل الدرامى، وهو الذى يقوم بالتعبير عن النفس البشرية والجوانب الشعورية وعرضها من خلال عمله الدرامى ليضيف اليها معان وأفکار وعلاقات وابعاد نفسية وأنسانية ذات دلالات ورموز تفسر العمل الدرامى وتضيف له. فالاعمال المعبرة عن الواقع النفسى والجوانب الشعورية ترتکز في کينونتها على الإنسان بکل ما يحمل من مشاعر وأحاسيس، فرحاً وقلقاً وحزناً وأى شکل من أشکال المشاعر الإنسانية. والحالة النفسية (المزاجية) لمدير التصوير لها دور کبير في اکتمال العمل الدرامى على أکمل وجه.
مشکلة البحث: إن التعبير باللغة البصرية عن حالات الاضطراب النفسي، أو الأمراض النفسية والعصبية، أو الظواهر النفسية، أو الحالات الشعورية المسيطرة على السلوک، والناتجة عن الأحاسيس المکبوتة، أو العواطف الجياشة، أو الأفکار المتسلطة، أو المشاعر الجارفة، التي تتحول في ذهن المرء للحظات إلى رؤى، وأشکال لا يستطيع سوى الفنان أن يعبر عنها من خلال فکر وفلسفة يوظف من خلالهما أدواته التعبيرية للغة البصرية، لإنتاج النصوص البصرية التي تعبير عن الواقع النفسي والجوانب الشعورية، ويمکن تلخيص مشکلة البحث في: کيف يمکن توصيف الظاهرة النفسية باللغة البصرية لتوظيفها فى الأعمال الدرامية؟
منهج البحث : تسلک الباحثة المنهج الوصفى التحليلى.