يعتبر الزجاج من المواد الثابتة نسبياً في جو الحفظ العادي ، وذلک بمقارنته بالمواد الأخرى ، حيث أن معدل تأثره بالعوامل المتلفة للآثار يعد بطيئاً إلى حد ما ، ولا يظهر بصورة واضحة إلا بعد مرور فترات زمنية بعيدة . ونظرا لأن تأثير العوامل المتلفة للآثار الزجاجية تختلف وفقا لظروف الحفظ ، لذا يناقش البحث عوامل ومسببات تلف الآثار الزجاجية المحفوظة بالمخازن .

وقد وجد ان هذه العوامل تنقسم إلى عوامل تلف داخلية والتى تتعلق بترکيب وتصنيع الزجاج وقد ينجم عنها مظاهر تلف مختلفة ومنها الشروخ والفقاعات الهوائية وظاهرة التحجر وفقدان الشفافية (إعادة تبلور الزجاج ) والشوائب الرملية ، وعوامل تلف خارجية تتعلق بطبيعة الوسط المحيط ، ومنها تأثير الرطوبة ويعتبر من أخطر عوامل التلف للزجاج والتى ينجم عنها حدوث ظاهرة صدأ الزجاج (( corrosion of glass وبالتالى ظهور العديد من مظاهر التلف المرتبطة بها ومنها ظاهرة الزجاج الهيدروجينى وإعتام الزجاج وکذلک التقزح اللونى وظاهرة الزجاج الباکى وأيضا من عوامل التلف الخارجية تأثيرالحرارة والملوثات الجوية والأهتزازت وتأثير الکائنات الحية الدقيقة والإتلاف البشرى .

ويقدم البحث دراسة حالة لترميم آثر زجاجى محفوظ بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة ، ويهدف البحث إلى دراسة الترکيب الکيميائى للآثر، ومعرفة مکوناته، ومدى ما وصل إليه من تلف بالإضافة إلى ذلک أجراء عمليات الترميم والتخزين للآثر. لذا فقد استخدمت العديد من الفحوصات والتحاليل المختلفة ومنها التصوير بالميکروسکوب الضوئى المحمول، والميکروسکوب الإلکتروني الماسح والتحليل باستخدام الميکرسکوب الإلکترونى الماسح المزود بوحدة تشتيت الأشعة السينية (EDX)، والتحليل بحيود الأشعة السينية (XRD). وقد نفذت عمليات الترميم والصيانة للأثر الزجاجي وتشمل عمليات التنظيف الميکانيکى، والکيميائى، والتجميع والاستکمال للأجزاء المفقودة، وکذلک تمت عملية التخزين باستخدام مواد معظمها خالية من الحموضة، وبطريقة تدعيمية لتحافظ على الآثر أثناء عملية التخزين.